الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأۡتِ مِنكُنَّ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖ يُضَٰعَفۡ لَهَا ٱلۡعَذَابُ ضِعۡفَيۡنِۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا} (30)

قوله تعالى ذكره : { يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة } 30 إلى قوله : { ويطهركم تطهيرا }33 .

قال الطبري : الفاحشة هنا الزنا{[55461]} .

{ يضاعف لها العذاب } أي : على فعلها ، وذلك في الآخرة .

{ ضعفين } أي : على هذاب أزواج غير النبي عليه السلام إذا أتين بفاحشة . وقيل : إذا أتت الفاحشة المبينة فهي عصيان الزوج ومخالفته ، وكذلك معناها في هذه الآية لا الزنى .

فإذا أتت الفاحشة بالألف واللام فهي الزنى واللواط .

وإذا أتت نكرة غير منعوتة ببينة فهي تصلح للزنا وغيره من الذنوب .

قال قتادة : يعني عذاب الدنيا وعذاب الآخرة{[55462]} .

وقال ابن عباس : يعني به عذاب الآخرة{[55463]} .

وقال أبو عبيدة : { يضاعف لها العذاب ضعفين } يجعل ثلاثة أضعاف ، أي : ثلاثة أعذبة{[55464]} .

وقال أبو عمرو{[55465]} : { يضاعف } للمرار الكثيرة ويضعف مرتين{[55466]} .

ولذلك قرأ " يضعف " {[55467]} .

وأكثر أهل اللغة على خلافها لأن يضاعف ضعفين ويضعف ضعفين واحد ، بمعنى مثلين كما تقول : إن دفعت إلي درهما دفعت إليك ضعفيه ، أي مثليه يعني درهمين ، ويدل على صحة هذا قوله : { نؤتها أجرها مرتين } فلا يكون العذاب أكثر من الأجر ، وقد قال تعالى : { ربنا{[55468]} آتهم ضعفين من العذاب }{[55469]} أي مثلين .


[55461]:انظر: جامع البيان 21/159
[55462]:انظر: جامع البيان 21/159 والدر المنثور 6/597
[55463]:انظر: جامع البيان 21/159
[55464]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/136، ومعاني الزجاج 4/226، واللسان مادة "عذب" 1/575، وعلل أبو عبيدة قوله هذا بأن ضعف الشيء مثله، وضعفي الشيء مثلا الشيء، ومجاز "يضاعف" أي: يجعل الشيء شيئين حتى يكون ثلاثة، فأما قوله: "ويضعف" أي: يجعل الشيء شيئين.
[55465]:هو زبان بن علاء التيميمي المازني البصري، إمام العربية والإقراء قرأ على الحسن البصري وعاصم بن أبي النجود. وروى القراءة عنه عرضا أبو زيد الأنصاري والأصمعي وعيسى بن عمر واليزيدي وسيبويه. انظر: الحجة لأبي زرعة 54، وغاية النهاية 1/288، 1283.
[55466]:انظر: الجامع للقرطبي 14/174
[55467]:انظر: السبعة لابن مجاهد 521، والحجة لأبي زرعة 576، والتيسير للداني 179
[55468]:ساقط من الأصل.
[55469]:الأحزاب: آية 68، وفيما يلي نصها كاملا: {ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كثيرا}.