الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزٗا} (25)

قوله تعالى ذكره : { ورد الله الذين كفروا بغيظهم } 25 ، إلى قوله : { أجرا عظيما }29 .

أي : ورد الله الأحزاب بغيظهم أي بكربهم وعمهم لفوتهم ما أملوا من الظفر لم ينالوا من المسلمين مالا ولا غيره .

{ وكفى الله المومنين القتال } بالريح/ والجنود التي أنزل الله من الملائكة .

روى عبد الرحمن بن أبي سعدي الخدري{[55416]} عن أبيه أنه قال : حبسنا يوم الخندق عن الصلاة فلم تصل الظهر ولا العصر ولا المغرب ولا العشاء حتى كان بعد العشاء حتى كان بعد العشاء بهوي{[55417]} فكفينا فأنزل الله تعالى : { وكفى الله المومنين القتال } الآية " فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام الصلاة وصلى الظهر فأحسن صلاتها كما كان يصليها في وقتها ، ثم صلى العصر كذلك ، ثم صلى المغرب كذلك ، ثم صلى العشاء كذلك ، لكل صلاة إقامة{[55418]} .

وقوله : { وكان الله قويا عزيزا } أي : قويا في أمره عزيزا في نقمته .


[55416]:هو أبو حفص الأنصاري الخزرجي، روى عن أبيه وعمارة بن حارثة الضمري، وأبي حميد الساعدي، وروى عن ابناه ربيع وسعيد، وسهيل بن صالح، وثقه النسائي وابن حبان توفي سنة 112 هـ انظر: تهذيب التهذيب 6/183، وتقريب التهذيب 1/481
[55417]:الهوي: الساعة الممتدة من الليل، وقيل: هو الحين الطويل من الزمان تقول جلست عنده هويا، وقيل: هو مختص بالليل. انظر: اللسان مادة "هو" 15/372
[55418]:أخرجه النسائي في سننه: باب الأذان للغائب من الصلوات 2/17، وأحمد في مسنده 3/25، وأورده الطبري في جامع البيان 21/149، والشافعي في أحكام القرآن 1/34 ـ35.