ثم قال تعالى : { ولقد صدق عليهم إبليس ظنه } أي : صدق عليهم في ظنه ، وذلك أنه ظن ظنا على غير يقين فكان ظنه كما ظن بكفر بني آدم وطاعتهم له ، منهم أهل الجنتين وغيرهم .
ومن شدد " صدق " {[55938]} ونصب " ظنه " بوقوع صدق عليه لأن ظنه كان غير يقين ، فصدقه بكفلا بني آدم واتباعهم له .
قال الحسن : ما ضربهم بسوط ولا بعصا ، وإنما ظن ظنا فكان كما ظن بوسوسته لهم{[55939]} .
والمعنى : أن إبليس لما أنذره الله قال : لأغوينهم ولأضلنهم ولأحتنكن{[55940]} ذرية آدم ، وذلك ظن منه أنه يكون ، لم يتيقن ذلك فلما وصل من بني آدم إلى ما أراد من إضلالهم صدق ظنه فيهم .
وقرئ صدق بالتخفيف و " إبليس ظنه " بالرفع{[55941]} فيهما على أن الظن بدل الاشتمال من إبليس{[55942]} .
وقوله : { إلا فريقا من المومنين } أي : لم يصدق فيهم ظنه ولا أطاعوه ، وثبتوا على طاعة الله ومعصية إبليس .
قال ابن عباس : هم المؤمنون كلهم{[55943]} .
وقيل : هم بعض المؤمنين لقوله : " إلا فريقا " ولم يقل إلا المؤمنين{[55944]} . وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، ولقد اتبعوا إبليس فصدق عليهم ظنه{[55945]} لأنه لم يصدق عليهم ظنه حتى اتبعوه .
ومن خفف صدق ونصب الظن{[55946]} فعلى تقدير حرف الجر ، أي في ظنه{[55947]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.