ثم قال تعالى : { قل من يرزقكم من السماوات والأرض } أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين من يرزقكم من السماوات والأرض ؟ أي : من ينزل عليكم الغيث من السماء ويخرج النبات من الأرض لأقواتكم ومنافعكم ؟
ثم قال تعالى : { قل الله } وفي الكلام حذف أي : فإن قالوا لا ندري فقل : الله وكذلك كل ما كان مثله قد حذف منه الجواب لدلالة الكلام عليه .
ثم قال تعالى : { وإنا أوياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } أي : أحدنا على خطأ في مذهبه والتقدير : وإنا لعلى هدى أو في ضلال مبين أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ، ثم حذف " هدى " وقد علم المعنى في ذلك كما تقول ، أنا أفعل كذا وأنت تفعل كذا وأحدنا مخطئ وقد عرف من هو المخطئ .
و{ لعلى هدى } خبر عن إياكم وخبر الأول محذوف لدلالة الكلام عليه ، ويجوز أن يكون خبرا للأول وهو اختيار المبرد{[55969]} .
ولو عطفت على الموضع فقلت : وأنتم{[55970]} لكان لعلى هدى خبرا للأول لا غير{[55971]}
وقيل : المعنى ، وإنا لعلى هدى وإياكم لفي ضلال مبين " أو " بمعنى الواو .
وهو قول أبي عبيدة{[55972]} .
وقال البصريون : أو على بابها : وليست للشك ، وإنما تكون في مثل هذا في كلام العرب تدل على أن المخبر لم يرد أن يبين ، وهو عالم بالمعنى لكنه لم يرد أن يبين من هو المهتد{[55973]} .
وقيل : أو على بابها ، ولكن معنى الكلام الانتقاص للمشركين والاستهزاء بهم ، أي : قد بين أن آلهتهم لا ترزق شيئا ولا تنفع ولا تضر ، وهو مثل قولك للرجل والله إن أحدنا لكاذب وقد علمت من هو الكاذب ولكن أردت توبيخه واستنقاصه وتكذيبه فدللت عن ذلك بلفظ غير مكشوف{[55974]} فأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يكذبهم ويعيرهم في دينهم بلفظ غير مكشوف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.