قوله : ( اِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ . . . ) الآية [ 163 ] .
قرأ الحسن : يونس ويوسف بالكسر( {[14079]} ) جعله فعلاً مستقبلاً سمي به من آسف( {[14080]} ) وآنس ، وعلى هذا يجب أن يصرفا في النكرة ، ويهمزا ويكون جمعهما : يا أنس( {[14081]} ) ويا أسف .
ومن لم يهمز قال في الجمع : يوانس ويواسف( {[14082]} ) .
وحكى أبو زيد : يونس ويوسف بالفتح لغة( {[14083]} ) .
ومعنى الآية إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه أرسل إليه بالرسالة كما أرسل إلى من ذكر من الأنبياء وإلى من لم يسم .
وقيل( {[14084]} ) : معناه : أوحى إلى جميعهم وإلى محمد صلى الله عليه وسلم ( أَنَ اقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )( {[14085]} ) .
وكان سبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبرهم بما أوحى الله إليه من سؤالهم إياه أن ينزل عليهم كتاباً فتلا ذلك عليهم وفضحهم : ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْء ) بعد موسى ، فأنزل الله هذه الآية تكذيباً لهم( {[14086]} ) .
وقيل : إنهم قالوا عند نزول هذه الآية ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْء ) ولا على عيسى ، ولا على موسى ، فأنزل الله ( وَمَا قَدَّرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الآية( {[14087]} ) .
وروي أن سكين( {[14088]} ) بن عدي( {[14089]} ) بن زيد( {[14090]} ) قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والله ، يا محمد ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء بعد موسى ، فأنزل الله هذه الآية( {[14091]} ) .
وروى [ أبو ]( {[14092]} ) ذر( {[14093]} ) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الأنبياء مائة ألف وعشرون ألف . والرسل منهم ثلاثة مائة وثلاثة عشر منهم أربعة سريانيون وهم آدم ، وشيت وإدريس ، ونوح ، ومنهم أربعة من العرب : هود وشعيب وصالح ونبيكم محمد صلى اله عليه وسلم " ( {[14094]} )( {[14095]} ) .
وأول أنبياء بني إسرائيل بعد أولاد إسرائيل وإسرافيل( {[14096]} ) يعقوب موسى ، وآخرهم عيسى صلى الله عليهم( {[14097]} ) وسلم( {[14098]} ) أجمعين( {[14099]} ) .
وروى أيضاً عنه أنه ( قال )( {[14100]} ) : جميع كتب الله التي أنزل مائة كتاب ، وأربعة كتب : أنزل الله على شيث خمسين صحيفة ، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم عشر صحائف ، وعلى موسى قبل التوراة عشر صحائف ، وأنزل التوراة والإنجيل ، والزبور والقرآن( {[14101]} ) ، فكانت صحائف إبراهيم أمثالاً كلها : يا أيها الملك المسلط المبتلى المغرور ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة مظلوم ، فإني لا أردها وإن كانت من كافر . . . " وكان فيها : " وعلى العاقل أن تكون له ساعات : [ ساعة ] يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يفكر فيها في صنيع الله ، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب " . " وعلى العاقل ألا يكون صاحباً( {[14102]} ) إلا لثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم . . . " وعلى العاقل أن يكون بصيراً بزمانه مقبلاً على شأنه ، حافظاً للسانه " .
ومن حسب كلامه : " من عمله قل كلامه " ( {[14103]} ) .
قال : وكانت صحف موسى كلها( {[14104]} ) عبراً( {[14105]} ) .
" عجبت لمن أيقن بالموت وهو يفرح " .
" وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو يسخط " .
" وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها " .
" وعجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل " ( {[14106]} ) .
ويروى أن آدم عاش ألف سنة وفي التوراة عاش ألف سنة إلا سبعين عاماً .
وكان بين آدم والطوفان ألفاً سنة ومائتا وإثنان وأربعون سنة .
وبين الطوفان وبين مموت نوح ثلاثمائة وخمسون سنة .
وبين نوح وإبراهيم ألفاً سنة ومائة سنة وأربعون سنة .
وبين إبراهيم وموسى سبعمائة سنة .
وبين داود وعيسى ألف سنة ومائتا سنة .
قال وهب بن منبه : كان بين آدم ونوح عشرة آباء ، وبين نوح وإبراهيم عشرة آباء .
قال عكرمة : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام .
قال القتيبي : قرأت في الإنجيل : أن بين إبراهيم وداود أربعة عشر قرناً ، ومن داود إلى جالية بابل أربعة عشر قرناً ، ومن جالية بابل إلى عيسى أربعة عشر قرن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.