الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشۡهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيۡكَۖ أَنزَلَهُۥ بِعِلۡمِهِۦۖ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَشۡهَدُونَۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا} (166)

قوله : ( لَّاكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ . . . ) الآية [ 166 ] .

المعنى : إن جحدوا ما أنزل إليك يا محمد بأن قالوا : ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ) فإن الله يشهد أنه أنزله إليك بعلم منه أنك خِيرته من خلقه ويشهد بذلك ملائكته ( وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً ) أي اكتفوا به شهيداً على صدق نبيكم ، أي : حسبكم ذلك( {[14119]} ) .

وقيل معنى : ( بِعِلْمِهِ ) أي وفيه علمه ، كما تقول : جاءنا فلان بالسيف أي ومعه( {[14120]} ) .

قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في جماعة من يهود دخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : إني والله أعلم ، أنكم لتعلمون أني رسول الله فقالوا : ما نعلم ذلك ، فأنزل الله ( لَّاكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ )( {[14121]} ) .


[14119]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 6/31.
[14120]:- ويحتمل أن تكون الباء للحال، أي أنزله معلوماً. انظر: البيان في غريب الإعراب 1/378، والمغني لابن هشام 106.
[14121]:- انظر: جامع البيان 6/31، وأسباب النزول 106.