بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا} (163)

قوله تعالى :

{ إنا أوحينا إليك } يعني أرسلنا إليك جبريل { إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلى نُوحٍ } يعني كما أرسلنا إلى نوح ، ويقال : { أوحينا إليك } بأن تثبت على التوحيد وتأمر الناس بالتوحيد ، { كما أوحينا إلى نوح } بأن يثبت على التوحيد ، ويدعو الناس إلى التوحيد { والنبيين مِن بَعْدِهِ } أي أوحينا إليهم بذلك { وَأَوْحَيْنَا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } وهما ابنا إبراهيم عليهم السلام { وَيَعْقُوبَ } وهو ابن إسحاق { والأسباط } وهم أولاد يعقوب عليه السلام ، كانوا اثني عشر سبطاً ، أوحينا إلى أنبيائهم بأن يثبتوا على التوحيد ، ويدعوا الناس إلى ذلك ، { و } أوحينا إلى { عيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } قرأ حمزة : { زَبُوراً } بضم الزاي . وقرأ الباقون بالنصب في جميع القرآن ، ومعناهما واحد ، وهو عبارة عن الكتاب .