الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا} (164)

قوله : ( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ ) الآية [ 164-165 ] .

[ رسلاً ]( {[14107]} ) نصب عطفاً( {[14108]} ) على معنى ( اِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) ، لأن معناه إنا بعثناك وبعثنا رسلاً( {[14109]} ) .

وقيل : هو منصوب بفعل يفسره ما بعده كأنه : وأرسلنا رسلاً قصصناهم عليك( {[14110]} ) .

وقيل : المعنى : وقصصنا رسلاً قصصناهم عليك ، والمعنى إنها معطوفة على ما( {[14111]} ) قبلها( {[14112]} ) .

ومعنى الآية أن الله أخبر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أنه( {[14113]} ) أوحى إليه كما أوحى إلى من ذكر من الأنبياء ، وكما أوحى إلى رسل قد قصهم عليه ، وإلى رسل لم يقصهم عليه ، تكذيباً لليهود إذ قالوا ( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مّن شَيْء ) ثم أعلمه أنه خص موسى بالكلام ، وأكده بقوله ( تَكْلِيماً ) ليعلم أنه حقيقة لا مجاز ، ولأن الفعل في كلام العرب إذا أكد بالمصدر علم أنه حقيقة لا مجاز .

قال كعب : كلم الله موسى بالألسنة كلها ، فجعل موسى يقول : يا رب لا أفهم ، حتى كلمه( {[14114]} ) بلسان موسى آخر الألسنة( {[14115]} ) .


[14107]:- ساقط من (أ).
[14108]:- (ج) (د): عطف.
[14109]:- انظر: معاني الفراء 1/295، ومعاني الأخفش 1/457، ومعاني الزجاج 2/133.
[14110]:- انظر: المصدر السابق.
[14111]:- انظر: المصدر السابق، وإعراب النحاس 1/472.
[14112]:- وهناك وجه ثالث: وهو أن تنصب رسلاً على المدح، والتقدير: وأمدح رسلاً مبشرين. انظر: البيان في غريب الإعراب 1/277.
[14113]:- (أ): وأنه.
[14114]:- (د): فكمه.
[14115]:- انظر: جامع البيان 6/30 [هو منقول عن كعب الأحبار، والأصل أن لا نصدقهم فيها ولا نكذبهم يعني لا نعتمد على أقوالهم في مثل هذا] [المدقق].