قوله : ( لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُومِنُونَ ) الآية . نصب ( وَالمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ) عند سيبويه على التعظيم( {[14055]} ) .
وقال الكسائي : هو في موضع خفض عطف على " ما " جعل المقيمين هم الملائكة عليهم السلام( {[14056]} ) ، وهو اختيار المبرد( {[14057]} ) ، والطبري( {[14058]} ) .
واستبعد المبرد النصب على المدح لأن المدح إنما يكون بعد تمام الخبر ، والخبر لم يأت بعد( {[14059]} ) .
ومذهب سيبويه أن " يؤمنون " الخبر فقد أتى قبل الراسخون( {[14060]} ) . ومذهب المبرد أن أولئك الخبر ، فهو لم يأت بعد( {[14061]} ) .
وقيل : على الكاف في أولئك( {[14062]} ) .
وقيل : على الهاء ، والميم في منهم( {[14063]} ) .
وهذه الأقول الثلاثة عطف فيها على مضمر مخفوض على مذهب الكوفيين ، وهو لا يجوز عند البصريين( {[14064]} ) .
قوله : ( {[14065]} ) ( وَالْمُومِنُونَ )( {[14066]} ) في رفعه خمسة أقوال .
رفعه عند سيبويه على الابتداء .
وقيل : عطف على المضمر في المقيمين .
وقيل : عطف على المضمر في " يؤمنون " .
وقيل : هو معطوف على الراسخين( {[14067]} ) .
ومعنى الآية : إن ا لله تعالى أخبر عن أهل الكتاب أنهم سألوا محمد( {[14068]} ) صلى الله عليه وسلم( {[14069]} ) أن ينزل عليهم كتاباً من السماء ، ثم بيّن أنهم ليسوا كلهم قالوا ذلك ، فأخبر أن الراسخين في العلم منهم أي : من أهل الكتاب والمؤمنون أي منهم أيضاً يؤمنون بالقرآن ، والتوراة والإنجيل ، وجميع كتب الله ، وهو ما أنزل من قبل محمد صلى الله عليه وسلم فهم لا يسألون ما سأل أولئك .
وقوله : ( وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ) هم من أهل الكتاب أيضاً .
قال أبان بن عثمان( {[14070]} ) : هو غلط من الكاتب يعني كونه بالياء وإنما حقه الرفع بالواو وهي قراءة ابن مسعود( {[14071]} ) .
وقالت عائشة رضي الله عنها لعروة إذ سألها عن اختلاف الإعراب في ( وَالمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ ) وفي ( وَالصَّابُونَ )( {[14072]} ) في المائدة وفي ( إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ )( {[14073]} ) في طه ، يا ابن أختي ، هذا عمل الكاتب غلطوا في الكتاب( {[14074]} ) .
وفي قراءة عبد الله " والمقيمون " بالرفع( {[14075]} ) .
وقال عثمان رضي الله عنه فيه لحناً ، وستقيمه( {[14076]} ) العرب بألسنتها ، يريد المصحف( {[14077]} ) ، وهذه الأحاديث مطعون فيها عند العلماء لصحة جواز خط المصحف على لغة العرب .
وإذا كان للشيء وجه لم يجز أن يحمل على الغلط ، وقد ذكرنا أن كونه بالياء له وجوه سائغة في لغة العرب ، ويدل على أنه ليس بخطأ من الكاتب إن في مصحف( {[14078]} ) أُبَيّ ( وَالْمُقِيمِينَ ) أيضاً فلو كان الرفع الصواب لم تجتمع المصاحف على تركه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.