الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ} (51)

ثم قال تعالى : { إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } أي : إنا لنعلي كلمة الرسل والمؤمنين وحجتهم على من خالقهم من دينهم بإهلاك من خالفهم والانتقام منهم في الدنيا .

قال السدي : كانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا فلا تذهب تلك الأمة الظالمة حتى يبعث الله عز وجل قوما فينتصر بهم لأولئك المقتولين{[59761]} .

وقيل : معنى الآية الخصوص ولفظها عام{[59762]} .

والمعنى{[59763]} : إنه تعالى ينصر من أراد من الأنبياء والمؤمنين ويعطيهم الظفر في الدنيا من خالفهم .

وامتنعت الآية من العموم لوجودنا أمما قد قتلت المؤمنين والأنبياء .

قال أبو العالية : ( ينصرهم بالحجة ){[59764]} .

( وعن أبي الدرداء ) يرفعه : ( من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم ، ثم تلا هذه الآية . { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا }{[59765]} .

وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حمى مؤمنا من منافق يغتابه بعث الله تعالى ملكا{[59766]} يحمي لحمه يوم القيامة من النار ، ومن ذكر مسلما بشيء يشينُه به وقفه الله جل وعز على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " {[59767]} .

ومعنى / : { ويوم القيامة يقوم الأشهاد } أي : وينصرهم يوم القيامة ، يوم يقوم الأشهاد من الملائكة والأنبياء والمؤمنين ( على الأمم ){[59768]} المكذبة بأن الرسل قد بلغتهم وأن الأمم كذبتهم ، هذا قول قتادة{[59769]} ، وقال مجاهد : الأشهاد الملائكة{[59770]} .


[59761]:انظر: جامع البيان 24/49، والمحرر الوجيز 14/144 وجامع القرطبي 15/322.
[59762]:قال به الطبري في جامع البيان 24/49.
[59763]:(ت): فالمعنى.
[59764]:انظر: الدر المنثور 7/292. والقطع والإئتناف 628 حيث أورده النحاس بلفظه.
[59765]:أخرجه الترمذي في كتاب البر باب 20: ما جاء في الذب عن المسلم ج 8/118، وأحمد 6/449، و450. وسكت عنه السيوطي في الجامع الصغير 2/171، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وحسن الهيثمي في مجمع الزوائد إسناد أحمد 8/95. وفي فيض القدير للمناوي قال القطان: (ومانعه من الصحة أن فيه مرزوق التيمي.. وهو مجهول الحال 6/136.
[59766]:(ت): ملك.
[59767]:أخرجه أبو داود في كتاب الأدب 35 باب 41، وأحمد 3/441.
[59768]:في طرة (ت).
[59769]:انظر: جامع البيان 24/49، وجامع القرطبي 15/322.
[59770]:انظر: جامع البيان 24/49، وجامع القرطبي 15/322.