ثم قال تعالى : { إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد } أي : إنا لنعلي كلمة الرسل والمؤمنين وحجتهم على من خالقهم من دينهم بإهلاك من خالفهم والانتقام منهم في الدنيا .
قال السدي : كانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا فلا تذهب تلك الأمة الظالمة حتى يبعث الله عز وجل قوما فينتصر بهم لأولئك المقتولين{[59761]} .
وقيل : معنى الآية الخصوص ولفظها عام{[59762]} .
والمعنى{[59763]} : إنه تعالى ينصر من أراد من الأنبياء والمؤمنين ويعطيهم الظفر في الدنيا من خالفهم .
وامتنعت الآية من العموم لوجودنا أمما قد قتلت المؤمنين والأنبياء .
قال أبو العالية : ( ينصرهم بالحجة ){[59764]} .
( وعن أبي الدرداء ) يرفعه : ( من رد عن عرض أخيه المسلم كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم ، ثم تلا هذه الآية . { إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا }{[59765]} .
وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حمى مؤمنا من منافق يغتابه بعث الله تعالى ملكا{[59766]} يحمي لحمه يوم القيامة من النار ، ومن ذكر مسلما بشيء يشينُه به وقفه الله جل وعز على جسر جهنم حتى يخرج مما قال " {[59767]} .
ومعنى / : { ويوم القيامة يقوم الأشهاد } أي : وينصرهم يوم القيامة ، يوم يقوم الأشهاد من الملائكة والأنبياء والمؤمنين ( على الأمم ){[59768]} المكذبة بأن الرسل قد بلغتهم وأن الأمم كذبتهم ، هذا قول قتادة{[59769]} ، وقال مجاهد : الأشهاد الملائكة{[59770]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.