ثم قال تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } إن الذين وحدوا الله وعلموا أنه لا رب لهم غيره ، ثم استقاموا على التوحيد والطاعة إلى الوفاة .
روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } – الآية فقال : " قد قالها الناس ثم كفر أكثرهم . فمن مات عليها فهو ممن استقام " {[60368]} .
وقيل : معناه : ثم لم يشركوا به شيئا . قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه{[60369]} .
وروي عنه أن هذه الآية قرئت عنده فقال : هم الذين لم يشركوا به شيئا ، فقالوا : لم يعصوا الله ؟ فقال أبو بكر : لقد ضيقتم الأمر ، إنما هو : ثم استقاموا ( على ألا يشركوا به شيئا ){[60370]} .
وعنه أنه قال : ثم استقاموا : لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان{[60371]} .
وقال مجاهد{[60372]} : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله ، ثم لم يشركوا حتى لقوه .
وروى الزهري أن عمر رضي الله عنه تلا هذه الآية فقال : استقاموا – والله – على طاعة الله ولم يروغوا روغان الثعلب .
وقال قتادة : استقاموا{[60373]} على طاعة الله عز وجل .
وكان الحسن : إذا قرأها قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة .
وقال ابن زيد : استقاموا على ( عبادة الله وعلى طاعته{[60374]} ) .
وقيل : لم يحدثوا{[60375]} بعد إيمانهم كفرا . لأن المشركين قالوا : ربنا الله وعبدوا الأصنام وقالوا : الملائكة بنات الله سبحانه ، وقالت اليهود : ربنا الله ، ثم كفروا فقالوا : عزيز ابن الله سبحانه وكفروا بمحمد ، ( وقالت النصارى : ربنا الله ثم كفروا وقالوا عيسى ابن الله ، وقال بعضهم هو الله ، وقال المسلمون : ربنا الله ولم يعبدوا معه غيره وآمنوا بمحمد وبجميع الأنبياء .
وقوله : { تتنزل عليهم الملائكة } معناه : تتهبط عليهم الملائكة من عند الله{[60376]} عند نزول الموت بهم . قاله مجاهد والسدي{[60377]} .
يقولون لهم : لا تخافوا مما قدامكم ، ولا تحزنوا على ما خلفكم ، وأبشروا بالجنة التي وعدكموها الله عز وجل ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة .
وقرأ ابن مسعود : { تتنزل عليهم الملائكة } لا تخافوا ، أي : قائلة لهم : لا تخافوا مما تقدمون عليه ، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم{[60378]} .
وقال السدي : معناه : لا تخافوا مما أمامكم ولا تحزنوا على ما بعدكم{[60379]} .
وقال مجاهد : معناه : ألا تخافوا مما تقدموه عليه من أمر الآخرة ولا تحزنوا على ما خلفتم من دنياكم من أهل ، وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله{[60380]} .
قال زيد بن أسلم : البشارة في ثلاثة مواطن : عند الموت ، وعند القبر ، وعند البعث{[60381]} .
وعن ابن عباس أن هذه البشرى في الآخرة تكون لهم من الملائكة{[60382]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.