الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ} (42)

وقوله تعالى : { لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } قال / قتادة : الباطل الشيطان ، لا يستطيع أن ينتقص منه حقا ، ولا يزيد فيه باطلا{[60485]} .

وقال السدي : الباطل : الشيطان ، لا يستطيع أن يزيد فيه{[60486]} حرفا ولا ينقص{[60487]} .

وقال الضحاك وابن جبير : ( معناه : لا يأتيه كتاب من قبله فيبطله ولا من بعده ){[60488]} .

فيكون الباطل على هذا القول بمعنى : ( البطول ){[60489]} . وفاعل يقع بمعنى المصدر مثل : عافاه الله عافية .

وقيل : المعنى : لا يأتيه الباطل من بين يديه ، أي{[60490]} : من قبل أن يتم نزوله ، ولا من خلفه ، أي : ولا من بعد تمام نزوله .

وقيل : معنى{[60491]} ( من بين يديه ) : بعد نزوله كله ( ولا من خلفه ) قبل تمامه .

وقيل : المعنى : لا يأتيه الباطل من قبل أن ينزل ، لأن الأنبياء قد بشرت به فلم يقدر الشيطان أن يدحض ذلك . ولا من خلفه بعد أن أنزل .

قال قتادة في الآية : إن الله جل ذكره يعزي نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا{[60492]} . ومثله قوله : { كذلك ما أتى من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون }{[60493]} .


[60485]:انظر: جامع البيان 24/79، والمحرر الوجيز 14/192، وجامع القرطبي 15/367. وأورده النحاس في إعرابه مجهول القائل 4/64.
[60486]:ساقط من (ت).
[60487]:انظر: جامع البيان 24/79، والمحرر الوجيز 14/192، وجامع القرطبي 15/367 وأورده النحاس في إعرابه مجهول القائل 4/64.
[60488]:انظر: إعراب النحاس 4/64 حيث ورد بلفظه.
[60489]:(ت): المبطول.
[60490]:ساقط من (ح).
[60491]:(ت): المعنى.
[60492]:انظر: جامع البيان 24/79، وتفسير ابن كثير 4/103.
[60493]:الذاريات: 52.