الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (39)

قوله : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة } – إلى قوله – { من مكان بعيد }[ 28-43 ] .

أي : ومن علاماته وحججه وأدلته على توحيده وقدرته على نشر الأموات{[60447]} وبعثهم أنك – يا إنسان{[60448]} – ترى الأرض . وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم{[60449]} . ومعنى خاشعة : دراسة غبراء{[60450]} لا نبات فيها ولا زرع .

{ فإذا أنزلنا عليها الماء } يعني : المطر .

{ اهتزت } يعني : بالنبات .

{ وربت } ، أي : انتفخت وارتفعت . قال قتادة : خاشعة ، أي : غبراء متهشمة{[60451]} . وقال السدي : يابسة متهشمة{[60452]} . وأصل الاهتزاز : التحرك .

ثم قال تعالى : { إن الذي أحياها لمحيي الموتى } ، أي : إن الذي أحيى الأرض الدراسة فأخرج{[60453]} منها النبات وجعلها تهتز بالزرع بعد يبسها ، قادر على أن يحيي أموات بني آدم بالماء أيضا بعد مماتهم .

قال السدي إنه{[60454]} كما يحيي{[60455]} الأرض بالمطر ، كذلك يحيي الموتى بالمطر أيضا وذلك مطر ينزله الله بين النفختين{[60456]} .

{ إنه على كل شيء قدير } أي{[60457]} : لا يعجزه شيء إذا أراده .


[60447]:(ح): الموتى.
[60448]:(ح): يا إنس أن.
[60449]:قائله هو الطبري في جامع البيان 24/77.
[60450]:(ح): غيرا.
[60451]:انظر: جامع البيان 24/77.
[60452]:انظر: جامع البيان 24/77.
[60453]:(ت): فجعل.
[60454]:(ح): معناه أنه.
[60455]:(ت): تحيا.
[60456]:انظر: جامع البيان 24/78.
[60457]:متآكل في (ح).