ثم قال تعالى : { إن الذين يلحدون في آياتنا } أي : يميلون عن الحق في حججنا{[60458]} وأدلتنا ويعدلون{[60459]} عنه تكذيبا وجحودا{[60460]} لا يخفون على الله سبحانه ، بل هو{[60461]} عالم بأعمالهم فيجازيهم عليها يوم القيامة .
قال مجاهد يلحدون في آياتنا يعني : المكاء والصفير واللغو عند القرآن ، استهزاء منهم به ، ومعارضة منهم للقرآن{[60462]} .
وقال قتادة : يلحدون : يكذبون .
وقال السدي : يلحدون : ( يعاندون ويشاقون ) .
وقال ابن زيد : هم أهل الكفر والشرك بآيات الله سبحانه .
وقال ابن عباس : هم الذين يبدلون آيات الكتاب فيضعون الكلام في غير موضعه{[60463]} .
وأصل الإلحاد : الميل عن الحق ، ومنه سمي اللحد لحدا لميله في جانب القبر .
ثم قال تعالى : { أفمن يلقى في النار خير أم من ياتي آمنا يوم القيامة } .
قال عكرمة{[60464]} : أفمن يلقى في النار : هو : أبو جهل : ومن يأتي آمنا ، هو : عمار ابن ياسر ){[60465]} .
وقيل : هو حمزة رضي الله عنهما{[60466]} . وقيل هو عام{[60467]} .
والمعنى : الكافر خير أم المؤمن ؟ وخوطبوا بذلك على دعواهم . ولا يجوز أن يخاطب بهذا المؤمنون ، لأنهم قد علموا أنه لا خير في الكافر .
والمعادلة ( بأم ) لا تكون إلا بين شيئين متقاربين في المدح أو في الذم ، ولا قرب بين الكافر والمؤمن في مدح ولا ذم . الذم{[60468]} كله للكافر ، والمدح كله للمؤمن . فإنما جاءت هذه الآية وما أشبهها خطابا للكفار{[60469]} ، لأنهم كانوا يدعون أن فيهم خيرا وفضلا . فخوطبوا على المناقضة لدعواهم .
ثم قال تعالى : { اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } هذا وعيد وتهدد وليس{[60470]} بإباحة لهم أن يعملوا ما يريدون ، إنما هو تواعد وإعلام أن الله عز وجل ذو خبر وعلم بما يعملون لا يخفى عليه شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.