ثم قال تعالى { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي } أي : ولو جعلنا هذا القرآن أعجميا ( لقال قومك : يا محمد هلا{[60503]} بينت آياته فنفهمه ، أقرآن أعجمي ونبي عربي . أي : لكانوا يقولون ذلك إنكارا له .
قال ابن جبير : معناه : لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا : القرآن أعجمي ومحمد عربي ){[60504]} .
وقال السدي : معناه : لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا ، نحن قوم عرب{[60505]} ، ما لنا وللعجمة{[60506]} .
وهذا كله على قراءة من قرأ بالاستفهام في ( أعجمي ) . فأما على قراءة من جعله خبرا{[60507]} فمعناه : لو جعلنا القرآن أعجميا لقالوا : هلا فصلت آياته ، فجاء بعضها عربي وبعضها عجمي ، ( فنحن نعرف العربي ){[60508]} ويعرف العجم{[60509]} العجمي{[60510]} .
قال ابن جبير : قالت قريش : هلا أنزل هذا القرآن أعجميا وعربيا فأنزل الله عز وجل لقالوا{ لولا فصلت آياته أعجمي وعربي }{[60511]} .
والأعجمي : المنسوب إلى اللسان الأعجمي ، يقال : رجل أعجمي{[60512]} إذا كان لا يفصح – كان من العرب أو من العجم ، ويقال رجل عجمي إذا كان من الأعاجم فصيحا كان أو غير فصيح .
ثم قال تعالى : { قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء } أي : قل يا محمد : هذا القرآن للذين آمنوا به وصدقوا بما{[60513]} فيه ( هدى ) ، أي : بيان للحق ( وشفاء ) ، ( أي : دواء ){[60514]} من الجهل .
ثم قال تعالى : { والذين لا يومنون في آذانهم وقر } أي : والذين لا يؤمنون به وبما فيه في آذانهم صمم عن استماع{[60515]} لا ينتفعون به{[60516]} .
{ وهو عليهم عمى } أي : وهذا القرآن على قلوب المكذبين به عمى لا يبصرون حججه وما فيه من المواعظ .
قال قتدة : عموا وصموا عن القرآن ، فلا ينتفعون به ، ولا يرغبون فيه{[60517]} .
وقال السدي : عميت{[60518]} قلوبهم عنه{[60519]} .
قال ابن زيد : ( العمى : الكفر{[60520]} ) .
وقرأ ابن عباس ومعاوية{[60521]} وعمرو بن العاص{[60522]} : ( وهو عليهم عم{[60523]} ) على فعل{[60524]} .
ثم قال تعالى { أولئك ينادون من مكان بعيد } .
هذا تشبيه لبعد قلوبهم عن قبول الحق والموعظة .
والعرب : تقول للرجل البعيد الفهم : ( إنك لتنادي من بعد ) ويقولون للفهيم{[60525]} : إنك لتأخذ الأمر{[60526]} من قريب .
قال مجاهد : معناه ( بعيد من قلوبهم ) ، وقاله الثوري أيضا{[60527]} وقال ابن زيد : ضيعوا أن يقبلوا الأمر من قريب ( ويتوبون ويؤمنون فيقبل{[60528]} ) منهم فماتوا{[60529]} .
وقال الضحاك : هذا يوم القيامة ، ينادون بأشنع أسمائهم ليفضحوا على رؤوس الخلائق / فيكون أعظم في توبيخهم{[60530]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.