الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَـَٔا بِجَانِبِهِۦ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٖ} (51)

ثم قال تعالى : { وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه } أي : وإذا كشفنا الضر والضيق عن الكافر أعرض عن ما جاءه من عند الله عز وجل ولم يؤمن به وبعد من الإجابة إلى ما دعي إليه .

ومعنى ( بجانبه ) . قال السدي : أعرض : صد بوجهه ، ونأى بجانبه : تباعد{[60575]} عن القبول{[60576]} .

ثم قال : { وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض } ، أي : وإذا مسه الضر والفقر والجهد ونحوه فهو ذو دعاء ( كثير إلى ربه . فإن الرجل إذا كان في نعمة تباعد عن ذكر الله ودعائه ، فإذا مسه الشر فهو ذو دعاء ){[60577]} عريض ، أي كثير .


[60575]:(ح): (أي تباعد).
[60576]:انظر: جامع البيان 25/4.
[60577]:ساقط من (ح).