الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ رَحۡمَةٗ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةٗ وَلَئِن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّيٓ إِنَّ لِي عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (50)

وفيه نزلت { ولئن أذقناه رحمة منا } – الآية إلى قوله – { للحسنى } وقيل نزل{[60560]} ذلك كل في عتبة بن ربيعة{[60561]} ، وشيبة بن ربيعة{[60562]} وأمية بن خلف{[60563]} من كفار قريش{[60564]} .

وقال السدي وغيره : الإنسان هنا : الكافر{[60565]} .

وفي قراءة عبد الله ( من دعاء بالخير ){[60566]} .

ثم قال تعالى جل ذكره : { ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي } ، أي : ولئن كشفنا عنه الشر الذي نزل به ليقولن هذا لي عند الله لأن الله راض عني وعن عملي .

قال مجاهد : ( ليقولن هذا لي ، أي : بعملي . فأنا محقوق بهذا ){[60567]} .

{ وما أضن الساعة قائمة } : شك الكافر في قيام{[60568]} الساعة .

ثم قال : { ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } أي : إن كان ثم بعث وحشر – على طريق الشك – فلي الحسنى عند ربي ، أي : لي عنده – إن حشرت بعد موتي – غنى ومال .

فالمعنى أنه قال : لست أؤمن بالبعث{[60569]} ولا أصدق به ، فإن كان الأمر على خلاف ذلك وبعثت بعد موتي{[60570]} ، فلي عند ربي مال وغنى أقدم عليه .

ثم قال تعالى { فلننبئن الذين كفروا بما عملوا } أي : فلنخبرنهم{[60571]} بما قصوا{[60572]} ن ( الأباطيل وما عملوا من المعاصي ){[60573]} .

{ ولنذيقنهم من عذاب غليظ } على فعلهم وهو النار ، والخلود فيها ، لا يموتون ( ولا يحيون ){[60574]} .


[60560]:(ت): أنزلت.
[60561]:هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، أبو الوليد. كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية. كاد للإسلام والمسلمين شهد بدرا مع المشركين، وقتل فيها على يد علي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث سنة 2 هـ. انظر: جمهرة الأنساب 76. والروض الأنف 3/38، وبلوغ الأرب 1/241.
[60562]:هو شيبة بن ربيعة بن عبد شمس، من زعماء قريش في الجاهلية. أدرك الإسلام وقتل على الوثنية يوم بدر سنة 2 هـ انظر: عيون الأثر 1/341، والبداية والنهاية 3/135، وتاريخ ابن خلدون 2/429.
[60563]:هو أمية بن خلف بن وهب أحد طغاة قريش في الجاهلية، ومن ساداتها أدرك الإسلام ولم يسلم، بل عمل جاهدا على إطفاء نور الإسلام، وفتن بلالا أشد فتنة لما أسلم. أسره عبد الرحمن بن عوف يوم بدر، فرآه بلال، فصاح بالناس يحرضهم على قتله، فقتلوه. انظر: تاريخ الطبري 2/283، والكامل لابن الأثير 2/127، وعيون الأثر 1/342.
[60564]:انظر: المحرر الوجيز 14/197، وجامع القرطبي 15/372.
[60565]:(ت): (الكفار)، وانظر: جامع البيان 25/3.
[60566]:انظر: جامع البيان 25/3، والمحرر الوجيز 14/197، وجامع القرطبي 15/372.
[60567]:انظر: تفسير مجاهد 2/572، وجامع البيان 25/3. وقد جاء هذا القول بلفظه في تفسير مجاهد إلا قوله (بعملي فهي فيه: بعلمي)..
[60568]:(ت): أمر.
[60569]:(ح): البعث.
[60570]:في طرة (ت).
[60571]:(ح): فنجزينهم.
[60572]:(ح): تموا.
[60573]:(ت): (إلا باطل من المناهي).
[60574]:(ح): (ولا يجيبون).