ثم قال تعالى : { فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين } أي : فانتظر يا محمد ){[62036]} النقمة منهم وقت يحول بينهم وبين السماء دخان من{[62037]} شدة الجوع .
بلغ بهم الجوع إلى أن كانوا يأكلون الغلهز ، والغلهز{[62038]} أن يفقأ القُراد{[62039]} في الصوف . ويشوى ذلك الصوف بدم القراد ويؤكل . والقراد : الحلم . فرحمهم النبي صلى الله عليه وسلم وبعث إليهم بصدقة ومال .
ومفعول{[62040]} : ( فارتقب ) محذوف ، وهو النقمة وشبهها .
وقيل : التقدير هذا عذاب أليم فارتقبه{[62041]} يوم تأتي ، وفيه بُعْدٌ لحذف الهاء من غير صلة ولا صفة ، ولأنه رفع ( العذاب ) مع حذف الهاء ، وذلك لا يحسن إلا في الشعر .
وقد حَلَّ ( بقريش ذلك كله ){[62042]} ، إذ دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اللهم سنين كسني يوسف " {[62043]} .
فأُخِذُوا بالجوع . فكان الرجل يحول بينه وبين النظر إلى السماء دخان من شدة الجوع ، فيصير كهيئة{[62044]} الدخان ، هذا قول ابن مسعود وغيره من المفسرين{[62045]} .
وقيل : الدخان آية من آيات{[62046]} الله يرسله الله عز وجل على عباده قبل مجيء الساعة فيدخل في أسماع الكفر{[62047]} ويعتري أهل الإيمان كهيئة الزكام ، روي ذلك عن ابن عمر والحسن{[62048]} .
وروى حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول الآيات الدخان ، ونزول عيسى ، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل{[62049]} معهم إذا قالوا " {[62050]} . قال حذيفة : يا رسول الله وما الدخان ؟ . فتلا{[62051]} رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين } – الآية{[62052]} ، ثم قال : " ( يملك بالدخان ){[62053]} ما بين ( المشرق والمغرب ) يمكث أربعين يوما وليلة . أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر فكهيئة السكران ، يخرج من منخريه{[62054]} وأذنيه ودبره " {[62055]} .
وقيل : إن الدخان هو ما ينتظر بهم يوم القيامة من العذاب ، قاله زيد بن علي{[62056]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.