قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ) الآية [ 53 ] .
أكثر العلماء على أن المأمور بذلك جميع المؤمنين( {[16811]} ) . وقيل : نزلت في عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي بن سلول( {[16812]} ) ، كان بينهما وبين بني قَيْنُقاع( {[16813]} ) عهد وحلف ، فلما حاربت بنو قينقاع النبي عليه السلام ، قام دونهم عبد الله بن أبيّ و[ حاجّ ]( {[16814]} ) عنهم ، ومضى عبادة بن الصامت إلى النبي عليه السلام [ وتبرأ ]( {[16815]} ) من حلفهم وعهدهم وقال( {[16816]} ) : أنا أتولى( {[16817]} ) الله ورسوله والمؤمنين( {[16818]} ) .
وقال الزهري : لما انهزم أهل بدر ، قال المسلمون لأوليائهم من يهود : آمنوا قبل أن يصيبكم الله بيوم مثل يوم بدر . فقال بعض اليهود( {[16819]} ) : غركم أن أصبتم رهطاً( {[16820]} ) من قريش لاَ عِلْمَ لَهُمْ( {[16821]} ) بالقتال ، أما أنّا لو عزمنا( {[16822]} ) عليكم واستجمعنا لم يكن لكم يَدان( {[16823]} ) بقتالنا( {[16824]} ) ، فتبرأ عبادة بن الصامت عند رسول الله من أوليائه من يهود ، فقال عبد الله ابن أبي : لكن أنا لا أبرأ من ولاء( {[16825]} ) يهود ، أنا رجل لابد لي منهم ، فأنزل( {[16826]} ) الله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى )( {[16827]} ) الآية( {[16828]} ) .
وقيل نزلت في قوم من المؤمنين ( هموا –حين )( {[16829]} ) نالَهم( {[16830]} ) بأُحُدٍ ما نالهم( {[16831]} )- أن يأخذوا من اليهود والنصارى عُصَمَاء( {[16832]} ) ، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك( {[16833]} ) . وقال السدي : لما كانت وقعة بأُحُدٍ( {[16834]} ) ، اشتد( {[16835]} ) على قوم( {[16836]} ) ذلك ، فقال رجل لصاحبه : [ أما أنا ]( {[16837]} ) فأَمُرُّ( {[16838]} ) بذلك( {[16839]} ) اليهودي فآخُذُ منه أماناً ، فإِنِّي( {[16840]} ) أخاف أن يِدَّال( {[16841]} ) علينا ، وقال آخر( {[16842]} ) : أما أنا فألحق بفلان( {[16843]} ) النصراني فآخُذُ منه أماناً ، فأنزل( {[16844]} ) الله : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ) الآية( {[16845]} ) .
وقال عكرمة : بعث رسول الله عليه السلام أبا لُبابة –من الأوس- إلى قريظة حين نقضت العهد ، فلما أطاعوا له بالنزول أشار إلى حُلِقه : الذَّبح ( الذبح )( {[16846]} ) ، فأنزل الله الآية فيه( {[16847]} ) .
وقيل : نزلت في المنافقين ، لأنهم كانوا يخبرون اليهود والنصارى بأسرار المؤمنين ويوالونهم( {[16848]} ) .
والاختيار عند الطبي أن يكون نهياً عاماً لجميع المؤمنين( {[16849]} ) .
وقوله : ( بَعْضُهُمُ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) أي : اليهود بعضهم أنصار بعض ، وكذلك النصارى ففيه معنى التحريض للمؤمنين : أن يكون أيضاً بعضهم أولياء بعض( {[16850]} ) .
قوله : ( وَمَنْ يَّتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمُ ) أي : من والاهم فهو منهم ، لأنه لا [ يواليهم ]( {[16851]} ) إلا وهو بدينهم راض ، فهو منهم( {[16852]} ) .
( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ) أي : " لا يُوَفِّقَ " ( {[16853]} ) من وضع الولاية في غير موضعها فوالى اليهود والنصارى مع عداوتهم لله ورسوله " ( {[16854]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.