قوله : ( يَقُولُ الذِينَ ءَامَنُوا أَهَؤُلاَءِ الذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ ) الآية [ 55 ] .
من نصب ( يقولَ )( {[16883]} ) عطفه على ( أن يأتي )( {[16884]} ) ، وهو بعيد جداً ، لأنك ( لو قلت )( {[16885]} ) : " عسى زيد أن يقوم ويأتي عمروا " لم يجز( {[16886]} ) ، كما لا يجوز : " عسى زيد أن يقوم عمرو " .
ولو قلت : " عسى أن يقوم زيد ويأتي عمرو( {[16887]} ) " حَسُنَ ، كما يَحسُن : " عسى أن يقوم عمرو( {[16888]} ) " .
فلو كان نص الآية( {[16889]} ) : " فعسى أن يأتي الله بالفتح " ، حَسُن العطف ، وإنما تجوز الآية على أن تحمل على المعنى ، لأن قولك : " عسى أن يأتي بالفتح " و " عسى الله أن يأتي بالفتح " ، سواء فيجعل النصب على المعنى ، ويكون مثل قول الشاعر :
مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحاً( {[16890]} )
ومعنى الآية أنها متعلقة بما قبلها ، والمعنى : ( فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) إذا رأوا النصر ، ( يَقُولُ الذِينَ ءَامَنُوا ) بعضهم لبعض ، تعجّباً( {[16891]} ) منهم ومن نفاقهم : ( أَهَؤُلاَءِ الذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمُ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ) مؤمنين( {[16892]} ) والمعنى –على [ قراءة ]( {[16893]} ) من أتى بالواو( {[16894]} )- مثل ذلك وهو أبين( {[16895]} ) .
ومن قرأ بالنصب( {[16896]} ) فمعناه : وعسى أن يقول الذين آمنوا كذا وكذا( {[16897]} ) .
وقال مجاهد : المعنى : ( فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) [ حينئذ ]( {[16898]} ) .
( يَقُولُ الذِينَ ءَامَنُوا أَهَؤُلاَءِ الذِينَ أَقْسَمُوا ) إنهم مؤمنون( {[16899]} ) .
قال الكلبي : فجاء( {[16900]} ) الله بالفتح ، فأمر( {[16901]} ) الله نبيه بقتل بني قريظة( {[16902]} ) وسبي( {[16903]} ) ذراريهم وإجلاء [ بني ]( {[16904]} ) النضير( {[16905]} ) ، فندم المنافقون حين أُجلِيَ أَهْلُ وُدِّهِمْ ، وظهر ( نفاقهم )( {[16906]} ) ، فعند ذلك قال المؤمنون –بعضهم لبعض- ( أَهَؤُلاَءِ الذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمُ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ )( {[16907]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.