قوله : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَّرْتَدِ مِنكُمْ عَن دِينِهِ ) الآية [ 51 ] .
هذه( {[16908]} ) الآية وَعيدٌ لمن يرتد( {[16909]} ) فيما يُستقبل ، لأن الله تعالى قد علم أنه سيرتد بعد وفاة نبيه قوم( {[16910]} ) .
وقوله : ( فَسَوْفَ يَاتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) : قال الحسن والضحاك وغيرهما : هم أبو بكر الصديق وأصحابه ، رَدُّوا من ارتد بعد النبي وقال : لا نؤدي( {[16911]} ) الزكاة إلى [ أهل ]( {[16912]} ) الإيمان( {[16913]} ) .
وقيل : هم أهل اليمن( {[16914]} ) . وقيل هم آل أبي( {[16915]} ) موسى الأشعري ، روي( {[16916]} ) أن النبي صلى الله عليه وسلم أَوْمَأ( {[16917]} ) إلى أبي موسى الأشعري( {[16918]} ) عند نزول هذه الآية ، وقال : هم قوم هذا ، وهم أهل اليمن( {[16919]} ) . وعن مجاهد أنه قال : " هم قَوْمُ سَبَإٍ " ( {[16920]} ) . وقال السدِّي : هم الأنصار( {[16921]} ) .
وقوله : ( أَذِلَّةٍ عَلَى المُومِنِينَ ) ( أي )( {[16922]} ) جانبهم لين للمؤمنين( {[16923]} )/ ( أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ ) أي : جانبهم خشن على الكافرين( {[16924]} ) . وقيل : ( أعزة ) بمعنى أشداء( {[16925]} ) عليهم ذوي غلظة( {[16926]} ) .
وقال علي بن أبي طالب : أذلة : ذوي( {[16927]} ) رأفة " وأعزة : ذوي عنف( {[16928]} ) .
وقال ابن جريج : أذلة : رحماء ، أعزة : أعداء( {[16929]} ) .
( يُجَاهِدُونَ ) أي : يجاهدون من ارتد ولم يؤمن ، ( وَلاَ يَخَافُونَ ) في جهادهم ذلك ( لَوْمَةَ لاَئِمٍ )( {[16930]} ) . وهذا مما يدل على صحة خلافة أبي بكر ، لأنه جاهد بعد النبي من ارتد( {[16931]} ) لم يرجع( {[16932]} ) لقول قائل ، وقد كان كسر( {[16933]} ) عليه جماعة من قتال أهل الردة فأبى إلا قتلهم ، فقاتلهم حتى رجعوا إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فرأى كل من كسر عليه أولاً أن الذي فعل هو الصواب ، رضي الله عنهم أجمعين( {[16934]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.