قوله : ( فَتَرَى الذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ [ يُسَارِعُونَ فِيهِمُ ] )( {[16855]} ) الآية [ 54 ] .
هذه الآية بيان لما في الآية التي قبلها ، والمعنى : ترى قوماً في قلوبهم مرض يسارعون في ولاية( {[16856]} ) اليهود والنصارى ، ( يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ) أي : تكون الدائرة علينا ، فيوالون اليهود والنصارى لضُعْفِ إيمانهم( {[16857]} ) .
وقيل : يعني بذلك عبد الله بن أبي بن سلول المنافق( {[16858]} ) .
وقال مجاهد : كان المنافقون يَصَانِعُونَ اليهود وَيَسْتَرْضُونَهم ويستعرضون أولادهم يقولون : نخشى أن تكون الدائرة لليهود ، وفيهم نزلت الآية ، وكذلك قال قتادة( {[16859]} ) .
قال ابن عباس : معنى قولهم : ( نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ) ( أي )( {[16860]} ) : نخشى ( ألا يدوم )( {[16861]} ) الأمر لمحمد ويغلب علينا المشركون( {[16862]} ) .
وقيل : يراد بها عبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل في طلب بني/قَيْنُقاع حتى أسرهم( {[16863]} ) ، ولم يزل عبد الله بن أبي يسأل فيهم حتى خلاهم له وقال : خذهم( {[16864]} ) لا بارك الله لك فيهم ، فماتوا حتى بقي منهم نافخ النار( {[16865]} ) .
وقيل : المعنى : نخشى أن يصيبنا قحط فلا يفضلوا علينا ، فيوالونهم( {[16866]} ) لذلك( {[16867]} ) .
والأول أحسن لقوله : ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَّاتِيَ بِالفَتْحِ ) أي : بالنصر( {[16868]} ) .
( و )( {[16869]} ) قال ابن عباس : فأتى الله بالفتح ، فَقُتِلَتْ مُقَاتِلَة قُريظَةَ ، وسُبِيَت( {[16870]} ) ذراريهم ، وأُجْليَ بنو النضير( {[16871]} ) .
ومعنى ( أَوَاَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) يخبر( {[16872]} ) بأسماء المنافقين الذين يوالون اليهود والنصارى( {[16873]} ) .
( فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا ( فِي أَنفُسِهِمْ ) )( {[16874]} ) . ( من )( {[16875]} ) موالاة اليهود والنصارى ( نَادِمِينَ )( {[16876]} ) .
وقيل : ( أَوَ اَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) إيجاب الجزية على اليهود والنصارى( {[16877]} ) . وقيل معنى( {[16878]} ) : ( أَوَ اَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) بالخصب( {[16879]} ) .
ومعنى : ( بالفتح ) : فتح مكة( {[16880]} ) ، فيصبحوا نادمين إذا رأوا النصر( {[16881]} ) .
وقيل : الفتح : القضاء ، ومن قوله : ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالحَقِّ )( {[16882]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.