الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ} (55)

قوله : ( اِنَّمَا وَليُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالذِينَ ءَامَنُوا ) الآية [ 57 ] .

هذه الآية راجعة إلى ما تقدم( {[16935]} ) من تحذير الله المؤمنين أن يتخذوا اليهود والنصارى أولياء فأعلمهم في هذه [ الآية ]( {[16936]} ) أن الذي هو وليهم الله ورسوله والذين آمنوا( {[16937]} ) .

وقيل : نزلت في عبادة بن الصامت حين تبرأ من ولاية( {[16938]} ) يهود( {[16939]} ) .

وقال : الكلبي : بلغنا أن عبد الله بن سلام ورهطاً من مسلمي أهل الكتاب أتوا النبي عند صلاة الظهر ، فقالوا : يا رسول الله ، بيوتنا قاصية( {[16940]} ) ، ولا نجد متحدثاً( {[16941]} ) دون المسجد ، وإنَّ قومنا لَمَّا رأونا صَدَّقْنا الله ورسوله وتركنا دينهم ، أظهروا لنا العداوة ، وأقسموا ألا يخالطونا ولا( {[16942]} ) يجالسونا ، فشق ذلك علينا . فبينما هم يشكون ذلك إلى النبي حتى نزلت ( اِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ، فلما قرأها( {[16943]} ) رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم قالوا : رضينا بالله ورسوله والمؤمنين أولياء ، وأذن بلال بالصلاة( {[16944]} ) ، فخرج رسول الله والناس يصلون بين قائم وراكع وساجد ، وإذا هو بمسكين يسأل ، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال( {[16945]} ) : نعم ، قال : ماذا ؟ قال : خاتم من فضة ، قال : مَن أعطاكَ ؟ قال : ذلك الرجل القائم ، فإذا هو عليّ ، قال : على أي : حال أعطاك ؟ قال : أعطانيه وهو راكعٌ( {[16946]} ) . فزعموا أن رسول الله كبَّر عند ذلك( {[16947]} ) .

قوله( {[16948]} ) : ( الذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُوتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

قيل : هو علي بن أبي طالب ، تصدق وهو راكع( {[16949]} ) . قال السدي مرَّ به سائل –وهو راكع- فأعطاه خاتمه . وقيل : عنى( {[16950]} ) به( {[16951]} ) جميع المؤمنين( {[16952]} ) .


[16935]:- ب: تعلم.
[16936]:- ساقطة من أ.
[16937]:- انظر: تفسير الطبري 10/424.
[16938]:- ب: ولاته.
[16939]:- ب: اليهودية. ج د: اليهود، وفي تفسير الطبري 10/424 و425: "يهود بني قينقاع وحلفهم"، وأنه قول ابن يسار وعطية وابن عباس.
[16940]:- ب ج د: ناصبة.
[16941]:- مستدركة في هامش "أ" ومخرومة.
[16942]:- ج د: الا.
[16943]:- ب ج د: اقتراها.
[16944]:- أي صلاة الظهر في جامع الأصول 8/664.
[16945]:- ج د: فقال.
[16946]:- وهو قول السدي وأبي جعفر وعتبة ومجاهد بشأن علي في تفسير الطبري 10/425 و426، وفي لباب النقول: 93. خمس روايات بشأنه تمثل "شواهد يقوي بعضها بعضا".
[16947]:- قول الكلبي بكامله مروي عن ابن عباس في أسباب النزول 133، 134. وقال ابن الأثير: أخرجه رزين، وقد رواه بنحوه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وإسناده ضعيف. انظر: جامع الأصول 8/664 ح: 6515.
[16948]:- ب ج د: وقوله.
[16949]:- انظر: إعراب مكي 230.
[16950]:- د: عني.
[16951]:- ب ج د: بذلك.
[16952]:- انظر: إعراب النحاس 1/505.