ثم قال : { ذو مرة } قال ابن عباس : ذو منظر حسن {[65655]} .
وقال قتادة : ذو خلق طويل حسن {[65656]} .
وقال مجاهد : ذو مرة : ذو قوة {[65657]} ، وكذلك [ قال ] {[65658]} سفيان وابن زيد يعني به جبريل {[65659]} صلى الله عليه وسلم {[65660]} .
وكان {[65661]} الحسن يقول ذو مرة : هو الله عز وجل {[65662]} {[65663]} .
وتم الكلام عند قوله : ذو مرة ، ثم ابتداء بالفاء فقال : { فاستوى } ( أي : استوى جبريل ومحمد بالأفق الأعلى {[65664]} .
وقيل : هو الله سبحانه : أي : استوى {[65665]} ) على العرش {[65666]} ، وكذا {[65667]} أهل التفسير غير الحسن على أنه جبريل .
وقيل {[65668]} : ذو مرة : ذو صحة جسم وسلامة من الآفات وهو اختيار الطبري ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تحل الصدقة لغني ولا الذي مرة سوى " {[65669]} .
وقيل معناه : ذو قوة وشدة يعني جبريل صلى الله عليه وسلم {[65670]} {[65671]} .
روي : أن من قوته اقتلع {[65672]} مدائن لوط الأربع ، في كل مدينة مائة ألف من الناس بمساكنهم وأنعامهم بقادمتي جناحه حتى بلغ تخوم الأرض السابعة السفلى ، فاقتلع المدائن من أصولها حتى بلغ بهن قرب سماء {[65673]} الدنيا ، فسمع أهل السماء صياح الدجاج ونباح الكلاب ونهيق الحمير ، ثم أهوى {[65674]} بها إلى الأرض ثم غشاها بالحجارة ، وهو قوله : { جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل } {[65675]} وهو قوله في جبريل : { ذي {[65676]}قوة عند ذي العرش مكين } {[65677]} .
وقوله : { فاستوى } أي : فاستوى هذا الشديد القوي بصاحبكم محمد صلى الله عليه وسلم {[65678]} بالأفق الأعلى ، وذلك لما أسري به عليه السلام ، استوى هو وجبريل بمطلع الشمس الأعلى ، وهو الأفق الأعلى ، وهذا القول قال به {[65679]} الطبري والفراء {[65680]} .
وفيه العطف على المضمر المرفوع من غير تأكيد ، وهو قبيح عند البصريين {[65681]} .
[ لأن وهو بالأفق معطوف على المضمر في فاستوى وكان القيام عند البصريين ] {[65682]} فاستوى هو ، وهو ، أي : جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم {[65683]} {[65684]} .
وقال الزجاج : الضمير لجبريل ، يعني الضمير {[65685]} في فاستوى ، وضمير " هو " كلاهما لجبريل عليه السلام ، فلا يلزم في هذا القول عطف على مضمر مرفوع لأن الضميرين {[65686]} لواحد {[65687]} . لكن يكون " وهو بالأفق الأعلى " جملة في موضع الحال من المضمر في " فاستوى " أي : استوى جبريل في حال كونه بالأفق الأعلى .
والمعنى {[65688]} : فاستوى جبريل وهو بالأفق الأعلى على صورته لأنه كان يتمثل للنبي {[65689]} على {[65690]} صورة رجل فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم {[65691]} أن يراه على صورته ، فاستوى في أفق المشرق فملأ الأفق ، فالمعنى : فاستوى جبريل عليه السلام {[65692]} في الأفق على صورته على قول الزجاج {[65693]} ، وأكثر المفسرين عليه ، فالمضمر الذي هو في " استوى " لجبريل وقوله " وهو " لجبريل أيضا ، وعلى القول الأول الضمير في " استوى " لجبريل .
وقوله : " وهو " /لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وقد وقع في العدد : " فاستوى وامرأته " فهذا يدل على أن " فاستوى " يتصل بما قبله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.