الآية 14 وقوله تعالى : { خلق الإنسان من صلصال كالفخار } ذكر في خلق الإنسان أحوالا مختلفة :
مرة قال : { خلقه من تراب } [ آل عمران : 59 ] والتراب هو الذي لم يصبه الماء .
ومرة قال : خلقه { من طين } [ الأنعام : 2 و . . ] والطين هو [ التراب ]{[20262]} الذي أصابه الماء ، واعتجن . ومرة قال : [ خلقه ]{[20263]} { من طين لازب }[ الصافات : 11 ] واللازب هو الذي يلتصق باليد ، ويلزقه ، وهو الجير الخالص .
وقال مرة : [ خلقه ]{[20264]} { من حمإ مسنون } [ الحجر : 26 ] وهو الذي اسودّ ، وتغير من طول المكث .
ومرة قال : [ خلقه ]{[20265]} { من صلصال كالفخار } [ الرحمان : 14 ] والصلصال هو الذي له صوت إذا حرك . وهو من صلصلة الحديد .
ويحتمل { صلصال } أي منتن ، يقال : صل البئر إذا أنتن ، والفخار هو الذي تكسر إذا يبس .
وقال أبو عوسجة : الفخار الذي طبخ .
فجائز أن تكون هذه الأحوال التي ذكرت على اختلافها في ذلك الإنسان : كان في الابتداء ترابا ، ثم صار لازبا لأنه كان من جيد الطين وحره . ثم صار مسنونا منتنا أسود لطول مكثه ، وصلصالا لكثرة تربيته ولجودته ، يكون له صوت . وتشبيهه بالفخار يحتمل وجهين : تكسره{[20266]} ويبسه : لأنه{[20267]} كان ذا جوف كالفخار أو لطول المكث وكثرة التربية ؛ إذ طين الفخار له هذه الصفات ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.