قوله : { ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن }{[22498]} الآية [ 153 ] .
والمعنى : وأوصى ألا تقربوا مال اليتيم ، { إلا بالتي هي أحسن } يعني{[22499]} التجارة فيه{[22500]} . وقال السدي : يُثَمَّرُ{[22501]} ماله{[22502]} .
وقال الضحاك : يبتغي له فيه الربح{[22503]} ولا يأخذ من{[22504]} ربحه{[22505]} شيئا{[22506]} . وقال ابن زيد : أن يأكل بالمعروف إن افتقر ، ولا يأكل منه إن استغنى{[22507]} .
{ حتى يبلغ أشده }{[22508]} : الحُلُم{[22509]} عند مالك وغيره{[22510]} . قال{[22511]} السدي : { أشده } : ثلاثون سنة{[22512]} . وروي عنه : ثلاث وثلاثون{[22513]} . وقيل : بلوغ الأشد : أن يؤنس مع بلوغ الحلم{[22514]} . وهذا قول حسن ، وبه يقول أهل المدينة{[22515]} .
ومعنى : { حتى يبلغ أشده } أي : فإذا{[22516]} بلغ فادفعوا{[22517]} إليه ماله إن آنستم منه{[22518]} رشدا{[22519]} ، هذا المعنى محذوف من الكلام{[22520]} للدلالة{[22521]} عليه ، إذ /{[22522]} لو تركنا والظاهر ، ولم نقدر{[22523]} حذفا ، لكان المعنى : أن يقرب ماله إذا بلغ أشده ، لأن النهي{[22524]} إنما وقع على المدة التي هي قبل الأشد{[22525]} . قوله : { وأوفوا الكيل والميزان } أي : لا تبخسوا الناس الكيل والميزان ، ولكن اعطوهم حقوقهم ، ( بالقسط ) أي : بالعدل ، { لا نكلف نفسا إلا وسعها } : أي : لا نكلفها في إيفاء الكيل والوزن{[22526]} إلا طاقتها ، لا نُضِيّقُ{[22527]} عليها إلا أن تعطي الحق مبلغ طاقتها ، قوله : { وإذا قلتم فاعدلوا } أي : إذا تكلمتم{[22528]} بين الناس فأنصفوا وقولوا الحق ، ولو كان الذي يتوجه عليه الحق ذا قرابة منكم ، فلا تحملنكم قرابته على القول بغير الحق{[22529]} .
وقيل المعنى : إذا شهدتم فقولوا الحق ولو كان المشهود عليه ذا قرابة منكم{[22530]} . { وبعهد{[22531]} الله أوفوا } أي : بوصيته التي وصاكم بها أوفوا ، { ذلكم وصاكم ( به ){[22532]} } أي : وصاكم الله{[22533]} بهذه الأمور التي في هاتين الآيتين ، وأمركم بالعمل بها{[22534]} لا بما قد سننتم من البحائر والسوائب والوصائل والحامي وقتل الأولاد ووأد البنات وتحريم بعض الأنعام واتباع خطوات الشيطان ، { لعلكم تذكرون } أي : أمركم بذلك لعلكم تذكرون نعمته عليكم وما قد هداكم إليه{[22535]} .
وكان ابن عباس يقول : هذه الآيات من الآيات المحكمات{[22536]} . وقال كعب : - وقد سمع رجلا يقرأ { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم{[22537]} عليكم }{[22538]} - : والذي نفس كعب بيده إن هذا{[22539]} لأول{[22540]} شيء{[22541]} في التوراة : بسم الله الرحمن الرحيم : { قل تعالوا اتل ما حرم{[22542]} } إلى آخر{[22543]} الآية{[22544]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.