قوله : { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم } الآية [ 152 ] .
( ألا{[22460]} تشركوا ) : ( أن ) في موضع نصب على البدل من ( ما ){[22461]} . وقيل : هي في موضع نصب على معنى : ( كراهة ألا{[22462]} تشركوا ) ، ويكون – على ذلك – المتلو عليهم غير الإشراك{[22463]} .
ويجوز أن تكون{[22464]} في موضع رفع على معنى : ( هو ( أن لا ){[22465]} تشركوا{[22466]} ) .
فيكون متلوا{[22467]} كالقول الأول ، و{ تشركوا } في موضع جزم{[22468]} على أن ( لا ) للنهي ، وهو اختيار الفراء{[22469]} ، قال : لأن بعده : ( ولا تفعلوا كذا ){[22470]} .
وإن شئت جعلت { ألا تشركوا } خبرا في موضع نصب ، كما تقول : ( أمرتك ألا تذهب إلى زيد ) ، و( ألا{[22471]} تذهب ) بالجزم والنصب{[22472]} . ولك أن تجعل { ألا تشركوا } نصبا ، وما عطفته عليه جزما على النهي{[22473]} .
قوله : { ما ظهر } : { ما } في موضع نصب بدل من { الفواحش }{[22474]} .
قوله : { ذلكم وصاكم به } : ( ذلك ){[22475]} في موضع رفع على معنى : الأمر ذلكم . ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى : بَيَّنَ{[22476]} ذلكم{[22477]} .
ومعنى الآية : { قل } يا محمد لهؤلاء المحرمين{[22478]} ما لم يحرمه الله عليهم : { قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم } حقا يقينا ( ووحيا ){[22479]} أوحي إلي ، ( وتنزيلا ){[22480]} أنزل علي : { ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا } أي : وأوصي بالوالدين إحسانا ، { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق } أي : خشية الفقر ، فإن الله هو رازقكم وإياهم ، وعنى بالأولاد هنا : الموؤدة التي زين قتلها للمشركين شركاؤهم ، والإملاق : ( مصدر ( أملق ){[22481]} الرجل من ( الزاد ){[22482]} إذا فني زاده وافتقر ، { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } أي : الظاهر منها والباطن{[22483]} .
والظاهر : هو ما كان من الزنى الظاهر ، والباطن : هو ما كان منه في خفاء ، قاله السدي وغيره{[22484]} . وقيل : هو كل منهي عنه وكل محرم ( و ){[22485]} لا يأتونه ظاهرا ولا باطنا{[22486]} . وقيل : إنهم كانوا يستقبحون{[22487]} الزنى ( الظاهر ){[22488]} ولا يرون بأسا بالباطن{[22489]} ، فنهوا عن الظاهر والباطن ، قاله الضحاك{[22490]} . وقيل : الظاهر : الجمع بين الأختين وتزويج{[22491]} الرجل امرأة أبيه بعده ، والباطن : الزنى : قاله ابن عباس{[22492]} . وقال ابن جبير : { ما ظهر } نكاح الأمهات ، { وما بطن } : الزنى{[22493]} .
قوله : { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } أي : بنفس مؤمنة أو مُعَاهَدَة أو يزني{[22494]} وهو محصن ، أو يرتد عن دينه الحق ولا يعود ، { ذلكم وصاكم به } أي : هذا الذي وصاكم به وإيانا ، { لعلكم تعقلون } أي تعقلون{[22495]} ما وصاكم به{[22496]} . { عليكم } تمام إن جعلت ( أَنَّ ) رفعا{[22497]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.