/{[22425]} قوله : { سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا } ( الآية ){[22426]} [ 149 ] .
والمعنى : سيقول المشركون من قريش وغيرهم – الذين تقدم ذكرهم – إذا تبين لهم أنهم على باطل ، قالوا : لو شاء الله ما فعلنا ذلك ، ثم أخبرنا الله أن قولهم هذا ( قد ){[22427]} قال به من كان قبلهم حتى نزلت بهم العقوبة ، وهو قوله : { كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا } أي : نزلت{[22428]} بهم عقوبة فعلهم{[22429]} .
وقد تعلقت المعتزلة بهذه الآية فقالوا{[22430]} : إن الله لم يِشأ شرك المشركين ، لأ ، الله لم يذكر هذه الآية إلا على جهة الذم{[22431]} لهم في قولهم : إن الله لو شاء ما أشركوا . فأضافوا ما هم عليه من الشرك أنه عن مشيئته كان ولو أن قولهم صحيح . ما{[22432]} ذَمَّهُم عليه . قالوا : فدَلَّ ذلك على أن الله لم يشأ شرك المشرك .
وفي قوله تعالى – بعد الآية -{[22433]} : { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا }{[22434]} ما يدل على بطلان كذلك ، بل الله المقدر لكل أمر من شرك وغيره{[22435]} .
ومعنى : { لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا } أي : لو شاء لأرسل إلى آبائنا رسولا يردهم عن الشرك ، فنتبعهم{[22436]} . وقيل : إنما قالوا ذلك{[22437]} على جهة الهُزْء واللعب والاستخفاف ، ولو قالوه على يقين وحق لما رَدَّ{[22438]} عليهم ذلك{[22439]} .
ثم قال لنبيه : { قل هل عندكم من علم } : ( قل ) لهم يا محمد : { هل عندكم من علم } على ما تقولون{[22440]} وتدّعون أن الله رضي ما صنعتم من عبادتكم الأوثان وتحريمكم ما لم يأمركم به ؟ ، { فتخرجوه لنا } أي : فتظهروا العلم بذلك ، وما تتبعون إلى الظن في عبادتكم وتحريمكم ، وما أنتم إلا تخرصون ، أي : تتقَوّلون الكذب والباطل على الله ظنا{[22441]} بغير علم ولا برهان{[22442]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.