قوله : { ثمانية أزواج } الآية [ 144 ] .
في نصب { ثمانية } خمسة أقوال :
- قال الكسائي : ( هو ){[22264]} منصوب ب{ أنشأ }{[22265]} .
- وقال الأخفش : نصبه على البدل من { وفرشا }{[22266]} – ون شئت : على الحال{[22267]} .
- وقال علي بن سليمان : ( هو ) منصوب ب{ كلوا }{[22268]} ، أي : كلوا [ لحم ]{[22269]} ثمانية أزواج .
- وقيل : هو منصوب على البدل من ( ما ){[22270]} على الموضع{[22271]} .
وقوله : { اثنان } بدل من ( ثمانية ، وكذا { ومن المعز اثنين }{[22272]} .
وقرأ أبان بن عثمان : ( من الضأن اثنان ) برفع ( الاثنين ) على الابتداء والخبر{[22273]} .
ومعنى الآية : أن الله نبه المؤمنين على ما أحل لهم لئلا يكونوا كمن{[22274]} ذكر ممن يحرموا{[22275]} ما أحل الله{[22276]} . ومعنى : { ثمانية أزواج } أي : أفراد{[22277]} لأن{[22278]} كل فرد يحتاج إلى غيره ، فهو زوج ، والثمانية والأزواج قد فسرها{[22279]} ( تعالى ){[22280]} ، وهي الضأن والمعز والإبل والبقر ، وسماها ثمانية وهي أربعة ، لأن ( كل ){[22281]} واحد : ذكر{[22282]} وأنثى{[22283]} ، ألا ترى إلى قوله : { من الضأن اثنين } أي : ذكر وأنثى ، وكذلك : { ومن المعز اثنين } ، وما بعده مثله{[22284]} .
وقوله : { قل الذكرين حرم ( أم ){[22285]} الانثيين{[22286]} } أي : ما الذي حرم عليكم فيما زعمتم : ( اذكر ){[22287]} الضأن والمعز ، أم أنثى الضأن والمعز ؟ ، فإن كان التحريم من جهة الذكر فيجب أن تحرموا على أنفسكم كل ذكر ، وأنتم تستمعون ببعض الذكور وتأكلونه ، وإن كان من جهة الأنثى فحرموا كل أنثى ، أم حرم عليكم ما اشتملت عليه أرحام ( الانثيين ؟ ، فيلزمكم أن تحرموا كل{[22288]} ما اشتملت ( عليه ){[22289]} الأرحام{[22290]} ، فتحرموا{[22291]} الذكر والأنثى{[22292]} .
قال الطبري : أمر الله نبيه أن يقول لهم ذلك ، فإن ادعوا تحريم الذكرين أوجبوا تحريم كل ذكر من ولد الضأن والمعز ، وهم لا يفعلون ذلك ، بل يستمتعون بلحوم بعض الذكران وظهورها ، وإن قالوا : الأنثيين ، أوجبوا تحريم كل أنثى من ولد الضأن والمعز على أنفسهم ، وهم لا يفعلون ذلك ، وإنما إبطال لما ادعوا أن الله حرم عليهم ذلك{[22293]} .
{ نبئوني بعلم } أي : أخبروني عن علم { إن كنتم صادقين }{[22294]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.