الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۖ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ نَبِّـُٔونِي بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (143)

قوله : { ثمانية أزواج } الآية [ 144 ] .

في نصب { ثمانية } خمسة أقوال :

- قال الكسائي : ( هو ){[22264]} منصوب ب{ أنشأ }{[22265]} .

- وقال الأخفش : نصبه على البدل من { وفرشا }{[22266]} – ون شئت : على الحال{[22267]} .

- وقال علي بن سليمان : ( هو ) منصوب ب{ كلوا }{[22268]} ، أي : كلوا [ لحم ]{[22269]} ثمانية أزواج .

- وقيل : هو منصوب على البدل من ( ما ){[22270]} على الموضع{[22271]} .

وقوله : { اثنان } بدل من ( ثمانية ، وكذا { ومن المعز اثنين }{[22272]} .

وقرأ أبان بن عثمان : ( من الضأن اثنان ) برفع ( الاثنين ) على الابتداء والخبر{[22273]} .

ومعنى الآية : أن الله نبه المؤمنين على ما أحل لهم لئلا يكونوا كمن{[22274]} ذكر ممن يحرموا{[22275]} ما أحل الله{[22276]} . ومعنى : { ثمانية أزواج } أي : أفراد{[22277]} لأن{[22278]} كل فرد يحتاج إلى غيره ، فهو زوج ، والثمانية والأزواج قد فسرها{[22279]} ( تعالى ){[22280]} ، وهي الضأن والمعز والإبل والبقر ، وسماها ثمانية وهي أربعة ، لأن ( كل ){[22281]} واحد : ذكر{[22282]} وأنثى{[22283]} ، ألا ترى إلى قوله : { من الضأن اثنين } أي : ذكر وأنثى ، وكذلك : { ومن المعز اثنين } ، وما بعده مثله{[22284]} .

وقوله : { قل الذكرين حرم ( أم ){[22285]} الانثيين{[22286]} } أي : ما الذي حرم عليكم فيما زعمتم : ( اذكر ){[22287]} الضأن والمعز ، أم أنثى الضأن والمعز ؟ ، فإن كان التحريم من جهة الذكر فيجب أن تحرموا على أنفسكم كل ذكر ، وأنتم تستمعون ببعض الذكور وتأكلونه ، وإن كان من جهة الأنثى فحرموا كل أنثى ، أم حرم عليكم ما اشتملت عليه أرحام ( الانثيين ؟ ، فيلزمكم أن تحرموا كل{[22288]} ما اشتملت ( عليه ){[22289]} الأرحام{[22290]} ، فتحرموا{[22291]} الذكر والأنثى{[22292]} .

قال الطبري : أمر الله نبيه أن يقول لهم ذلك ، فإن ادعوا تحريم الذكرين أوجبوا تحريم كل ذكر من ولد الضأن والمعز ، وهم لا يفعلون ذلك ، بل يستمتعون بلحوم بعض الذكران وظهورها ، وإن قالوا : الأنثيين ، أوجبوا تحريم كل أنثى من ولد الضأن والمعز على أنفسهم ، وهم لا يفعلون ذلك ، وإنما إبطال لما ادعوا أن الله حرم عليهم ذلك{[22293]} .

{ نبئوني بعلم } أي : أخبروني عن علم { إن كنتم صادقين }{[22294]} .


[22264]:ساقطة من د.
[22265]:الأنعام آية 142. ب: بإنشاء. (وإن شئت أضمرت لها فعلا) معاني الفراء 1/359.
[22266]:  ب: حمولة وفرشا. وهي في الآية السابقة. هو قول الزجاج في معانيه 2/299.
[22267]:انظر: معانيه 506.
[22268]:وهي في الآية السابقة.
[22269]:أ: لحوم.
[22270]:وهي في الآية السابقة.
[22271]:جميع هذه الأوجه في إعراب النحاس 1/586، 587، وانظر: القطع 322، 323، وإعراب مكي 275، وإعراب ابن الأنباري 1/346، وإعراب العكبري 544.
[22272]:انظر: إعراب ابن الأنباري 1/346، وإعراب العكبري 544.
[22273]:انظر: إعراب النحاس 1/587، والقطع 323، ومختصر ابن خالويه 41، والمحرر 6/166.
[22274]:د: كمل.
[22275]:ب د: حرم.
[22276]:انظر: تفسير الطبري 12/183.
[22277]:د: فراد.
[22278]:ب د: أي: لا ن.
[22279]:ب: خبرها.
[22280]:ساقطة من ب د.
[22281]:ساقطة من د.
[22282]:ب د: منهما الذكر.
[22283]:انظر: معاني الأخفش 506.
[22284]:ب: مثلا. وانظر: تفسير الطبري 12/183.
[22285]:ساقطة من ب.
[22286]:أي: الآية التي نحن في رحابها والتي تليها.
[22287]:د: الذكر.
[22288]:ب: مواكل.
[22289]:ساقطة من ب.
[22290]:ساقطة من متن (أ) وفي موضعها علامة إلحاق، إلا أن الهامش مخروم.
[22291]:ب د: فتحرم.
[22292]:انظر: معاني الفراء 1/360، ومعاني الزجاج 2/299، والقطع 323.
[22293]:انظر: تفسيره 12/184.
[22294]:انظر : تفسير الطبري 12/185.