الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِيُنفِقۡ ذُو سَعَةٖ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡيُنفِقۡ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُۚ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا مَآ ءَاتَىٰهَاۚ سَيَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرٖ يُسۡرٗا} (7)

- ثم قال تعالى : ( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله . . . )[ 7 ] .

أي : لينفق الذي بانت منه امرأته إن كان ذا سعة من المال الذي بيده على امرأته لرضاعها ولده . ومن ضيق عليه في رزقه {[68967]} فلم يكن ذا سعة من المال فلينفق مما أعطاه الله على قدر ما يجد {[68968]} .

وقيل : معناه : إن كان له ما يبيعه من متاع البيت باعه فأنفقه {[68969]} .

- ثم قال تعالى : ( لا يكلف الله نفسا إلا ما ءاتاها . . . )[ 7 ] .

أي : لا يكلف الله أحدا من النفقة على من تلزمه نفقته إلا ما أعطاه ، أن كان ذا سعة فمن سعته ، وإن كان مقدورا عليه( رزقه ) {[68970]} فمما رزقه الله . لا يكلف الفقير مثل نفقة الغني {[68971]} .

قال ابن زيد : معناه : لا يكلفه {[68972]} أن يتصدق وليس عنده ما يتصدق به {[68973]} .

- ثم قال تعالى : ( سيجعل الله بعد عسر يسرا )[ 7 ] .

أي : سيجعل الله للمقل بعد شدة رخاء ، وبعد فقر غنى {[68974]} .

وقيل : [ اليسر ] {[68975]} الذي يجعله الله له إما {[68976]} في الدنيا وإما في الآخرة {[68977]} .


[68967]:- انظر: جامع البيان 28/148.
[68968]:- ث: معنا.
[68969]:- حكاه النحاس في إعرابه4/454 عن ابن عباس.
[68970]:- ساقط من أ.
[68971]:- انظر: جامع البيان 28/149 وتفسير الماوردي 4/257.
[68972]:- أ: لا يكلف.
[68973]:- انظر: جامع البيان 28/149.
[68974]:- أ: غناء. وانظر: جامع البيان 28/149.
[68975]:- م ث: اليس.
[68976]:- أ: يجعله الله اسما.
[68977]:- قاله النحاس في إعرابه 4/454.