الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَسۡكِنُوهُنَّ مِنۡ حَيۡثُ سَكَنتُم مِّن وُجۡدِكُمۡ وَلَا تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيۡهِنَّۚ وَإِن كُنَّ أُوْلَٰتِ حَمۡلٖ فَأَنفِقُواْ عَلَيۡهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعۡنَ حَمۡلَهُنَّۚ فَإِنۡ أَرۡضَعۡنَ لَكُمۡ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأۡتَمِرُواْ بَيۡنَكُم بِمَعۡرُوفٖۖ وَإِن تَعَاسَرۡتُمۡ فَسَتُرۡضِعُ لَهُۥٓ أُخۡرَىٰ} (6)

ثم قال تعالى : ( أسكنوهن من حيث سكنتم {[68946]} . . . )[ 6 ] .

أي : أسكنوا مطلقات نسائكم من المواضع التي سكنتم من وجدكم ، ( أي ) {[68947]} : من سعتكم {[68948]} .

يقال : وجدت في المال وُجدا {[68949]} ، ووجدت على الرجل وجدا ومَوْجِدَةً {[68950]} . ووجدت الضالة وجدانا {[68951]} .

وروي أن الأعمش {[68952]} قرأ بفتح الواو {[68953]} . وهو {[68954]} غلط ، لأن الوجد بالفتح إنما هو في الغضب .

وقرأ يعقوب الحضرمي {[68955]} بكسر الواو لغة فيه {[68956]} .

أمر الله الرجال أن يسكنوا المطلقات مما يجدون حتى يقضين عدتهن {[68957]} .

قال السدي : ( من وجدكم ) : من ملككم ومقدرتكم {[68958]} .

- ثم قال تعالى : ( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن . . . )[ 6 ] .

أي : لا تضاروهن في المسكن الذي [ تسكنوهن ] {[68959]} فيه وأنتم تجدون سعة من المنازل تطلبون التضييق عليهن .

- ثم قال : ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهم حتى يضعن حملهن . . . [ 666 ] .

أي : أنفقوا على المطلقة الحامل حتى تضع الحمل ، وإن أرضعت فحتى {[68960]} تفطم {[68961]} . وهو قوله : ( فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن . . . )[ 6 ] ، فلها أجرة الرضاع إن أرضعت وهي أحق بما يأخذ غيرها ، وإن أبت أن ترضع استرضعت له أخرى .

- ثم قال تعالى : ( واتمروا بينكم بمعروف . . . )[ 6 ] .

قال السدي : معناه : " اصنعوا المعروف فيما بينكم " {[68962]} .

وقيل : المعنى : هموا بالمعروف واعزموا عليه {[68963]} .

وقد قيل : [ واتمروا : تشاوروا ، وليس بشيء ] {[68964]} .

- ثم قال : ( وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى )[ 6 ] .

أي : إن امتنعت المرأة من الرضاع فلا سبيل له عليها ، ولكن يستأجر للصبي مرضعا غير أمه . قاله السدي {[68965]} وغيره . وقال " إذا رضيت الأم من أجرة الرضاع بما يرضي به غيرها فهي أحق {[68966]} .


[68946]:- تمام العبارة:( من حيث سكنتم من وجدكم...).
[68947]:- ساقط من أ.
[68948]:- ذكره الطبري في جامع البيان 28/145 ثم أخرجه بنحوه عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير. وقاله ابن قتيبة في الغريب, ص: 471.
[68949]:- انظر: اللسان ( وجد) يقال" وجدت من المال وُجْدا وَوَجْدا وَِوجْدا ووجدانا. وجِدَة أي صرت ذا مال" وانظر: البحر8/285.
[68950]:- وِجدة ووِجْدانا أي غضبت عليه" اللسان.( وجد)
[68951]:- انظر: المصدر السابق.
[68952]:- أ: أن ابن الأعمش, والأعمش هو سليمان بن مهران محمد الأسدي الكوفي, إمام جليل, أخذ القراءة عرضا عن إبراهيم النخعي وعاصم بن أبي النجود , وعنه عرضا وسماعا: حمزة الزيات وابن أبي ليلى.(ت:148هـ). انظر: صفة الصفوة: 3/117 والغاية لابن الجزري:1/315.
[68953]:- إنما وجدت هذه القراءة عن الأعرج وابن أبي عبلة في المختصر"لابن خالويه" 158 والبحر 285 حيث حكاها أيضا عن الحسن وأبي حيوة. وقد أجازها الفراء في معانيه 3/164.
[68954]:- ث: هو.
[68955]:- ث: الحضرمي, والذي في المتن هو يعقوب بن إسحاق بن زيد, أبو محمد الحضرمي البصري, أحد القراء العشرة, وإمام أهل البصرة ومقرؤها. أخذ القراءة عرضا عن سلام الطويل ومهدي بن ميمون, وروى القراءة عنه عرضا كعب بن إبراهيم وأبو حاتم السجستاني,(ت:205هـ). انظر: الغاية لابن الجزري:2/386.
[68956]:- هذه رواية رَوْح عنه في المبسوط, ص: 438 وحكاها عن عيسى بن عمر وزيد بن علي وغيرهما- وانظر: رواية روح أيضا في الإتحاف2/545 وحكاها في البحر 8/285 أيضا عن الفياض بن غزوان وعمرو بن ميمون ثم نقل عن المهدوي أنه ذكرها عن الأعرج.
[68957]:- انظر: جامع البيان 28/145.
[68958]:- انظر: جامع البيان 28/145.
[68959]:- م: يسكنوهن ث: يسكنوهن, وفي جامع البيان" تسكنوهن".
[68960]:- أ: حتى.
[68961]:- انظر: جامع البيان 28/145.
[68962]:- جامع البيان 28/148.
[68963]:- قاله ابن قتيبة في الغريب, ص: 471.
[68964]:- م: والمرة والتشاور لا وليس.
[68965]:- انظر: جامع البيان 28/148- وأخرجه عن سفيان وابن زيد بنحوه, وأخرجه أيضا في ص: 148 عن الضحاك وإبراهيم. إلا أنهما ذهبا إلى أنه إن لم يجد له من يرضعه أو لم يقبل الصبي من غيرها أجبرت الأم على الرضاع.
[68966]:- انظر: جامع البيان 28/148- وأخرجه عن سفيان وابن زيد بنحوه,. إلا أن هما ذهبا إلى أنه إن لم يجد له من يرضعه أو لم يقبل الصبي من غيرها أجبرت الأم على الرضاعأ: ومن ضيق عليه رزقه. وانظر: الغريب لابن قتيبة, ص:471.