الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ} (81)

{ {[24313]}إنكم لتاتون الرجال شهوة }[ 81 ] هذا توبيخ لهم وتقريع .

وقوله : { شهور } : مصدر ، أي : تشتهون ذلك شهوة {[24314]} .

{ بل أنتم/قوم مسرفون }[ 81 ] ، في فعلكم ذلك {[24315]} .

واللوطي يرجم مالك ، أحصن أو لم يحصن {[24316]} . وكذلك قال أكثر العلماء {[24317]} . وروي عنه {[24318]} أنه قال : يرجم إن كان محصنا ، ويُحبس ويؤدب إن كان غير محصن ، وهو قول عطاء {[24319]} ، والنخعي {[24320]} ، والحسن ، وابن المسيب ، وقتادة {[24321]} .

قال الأوزاعي {[24322]} ، وأبو يوسف {[24323]} ، وأبو ثور {[24324]} : إذا أتى الرجل المرأة في دبرها حُدَّ حد الزاني ، وهو مروي عن الشافعي {[24325]} .

وقال النعمان {[24326]} والحكم : يُعَزَّرُ عقوبة .

وهذا إنما هو في المرأة التي ليست منه بزوجة ولا ملك يمين .


[24313]:في ج،: "أينكم"، وهي قراءة ابن كثير، انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/468، وحجة القراءات لأبي زرعة 288، والبيان في غريب القرآن 1/367.
[24314]:تفسير القرطبي 7/157. انظر: البحر المحيط 4/337، والدر المصون 3/297، 298. وقال الجمل في حاشيته على الجلالين: "...فيه وجهان، أحدهما: أنه مفعول من أجله، أي: لأجل الاشتهاء، أي: لا حامل لكم عليه إلا مجرد الشهوة لا غير. والثاني: أنها مصدر واقع موقع الحال، أي: مشتهين، أو باق على مصدريته. ناصبه "أتاتون"؛ لأنه بمعنى تشتهون. ويقال: شَهي يشهى شهوة، وشها يشهو شهوة، من بابي: تعب وعلا".
[24315]:في جامع البيان 12/548: "...، يقول: إنكم لقوم تأتون ما حرم الله عليكم، وتعصونه بفعلكم هذا. وذلك هو الإسراف، في هذا الموضع. انظر: بصائر ذوي التمييز 3/216.
[24316]:انظر: أحكام ابن العربي 2/786، والمحرر الوجيز 2/424، 425، ودلائل الأحكام لابن شداد 4/109، وتفسير القرطبي 7/155، والقوانين الفقهية 304، والبحر المحيط 4/366. والدر المنثور 3/498، والفقه على المذاهب الأربعة 5/139.
[24317]:انظر: أحكام ابن العربي 2/786، و3/1472، 1473.
[24318]:أي: عن مالك، رضي الله عنه.
[24319]:هو: عطاء بن أبي رباح القرشي مولاهم، أبو محمد المكي، ثقة فقيه، روى له الستة، توفي سنة 114هـ، على المشهور. انظر: تهذيب التهذيب 3/101، وتقريب التهذيب331.
[24320]:هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي، أبو عمران الكوفي الفقيه، ثقة، روى له الستة. توفي 96هـ. انظر: تهذيب التهذيب 1/96، وتقريب التهذيب 35.
[24321]:تفسير القرطبي 7/155، والبحر المحيط 4/336. وانظر: الفقه على المذاهب الأربعة 5/139.
[24322]:هو: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، أبو عمرو، الفقيه، ثقة، إمام أهل الشام، روى له الستة، توفي بمدينة بيروت سنة157هـ. انظر: المعارف لابن قتيبة 496، ووفيات الأعيان 3/127، وتهذيب التهذيب 2/537، وتقريب التهذيب 289.
[24323]:هو: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب، أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة، كان فقيها، عالما حافظا، توفي ببغداد سنة182هـ. انظر: المعارف لابن قتيبة 499، ووفيات الأعيان 6/378.
[24324]:هو: إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي، أبو ثور الفقيه، صاحب الشافعي، ثقة. صنف في الأحكام الجامعة بين الحديث والفقه. توفي ببغداد سنة 240هـ. انظر: طبقات الشافعية 13، وتهذيب التهذيب 1/84.
[24325]:انظر: اختلاف الفقهاء للطبري 145، 146، ووسائل الأسلاف إلى مسائل الخلاف 293.
[24326]:في الأصل: النعمر، براء مهملة، وهو تحريف.