تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ} (81)

الآية 81 وقوله تعالى : { بل أنتم قوم مسرفون } الإسراف هو الإكثار من الشيء والمجاوزة عن الحد كقوله تعالى : { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } [ الفرقان : 67 ] القتر هو التضييق ، والإسراف هو الإكثار حين{[8619]} قال : { وكان بين ذلك قواما }فإذا كان الإسراف الإكثار من الشيء ، فكان لوط سماهم مسرفين لما أكثروا من ذلك النوع من الفواحش ، وجاوزوا الحد ، والله أعلم .

ويحتمل قوله تعالى : { بل أنتم قوم مسرفون }وجوها ثلاثة :

أحدها : ما ذكرنا من إكثار الفعل .

والثاني : { مسرفون } لما ضيعوا ما أنعم الله عليهم حين{[8620]} أعطى لهم الأزواج فضلا ونعمة حين{[8621]} أخبر [ بقوله ]{[8622]} { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } [ الروم : 21 ] وبقوله{[8623]} { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } [ النحل : 74 ] ونحوه ما جعل لهم من الأزواج ، ثم هم لم يشكروه على ما أنعم عليهم ، بل ضيعوها وجعلوها في غير ما جعل هو لهم . فذلك إسراف منهم .

والثالث : الإسراف هو المجاوزة عن الحد الذي جعل لهم ، فهم قد جاوزوه .


[8619]:في الأصل وم: حيث.
[8620]:في الأصل وم: حيث.
[8621]:في الأصل وم: حيث.
[8622]:ساقطة من الأصل وم.
[8623]:في الأصل وم: وكقوله.