الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَا تَقۡعُدُواْ بِكُلِّ صِرَٰطٖ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِهِۦ وَتَبۡغُونَهَا عِوَجٗاۚ وَٱذۡكُرُوٓاْ إِذۡ كُنتُمۡ قَلِيلٗا فَكَثَّرَكُمۡۖ وَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ} (86)

{ ولا تقعدوا بكل صراط توعدون }[ 86 ] .

/أي : في كل صراط{[24371]} ، أي : طريق{[24372]} .

{ توعدون } .

أي : تتهددون{[24373]} الناس ألا يؤمنوا ، وتصدونهم عن سبيل الله{[24374]} ، [ أي : عن الإيمان{[24375]} ] .

{ وتبغونها عوجا }[ 86 ] .

أي : تبغون لها عوجا ، أي : لا تقعدوا بكل{[24376]} طريق{[24377]} ، توعدون المؤمنين بالقتل{[24378]} .

وكانوا يقعدون على طريق من يأتي إلى شعيب{[24379]} ليؤمن ، يتوعدونه بالقتل ويخوفونه{[24380]} ، ويقولون : هو{[24381]} كذاب{[24382]} ، وهو قوله : { وتصدون عن سبيل الله من آمن به }[ 86 ] ، أي : تردون عن الإيمان من يريده{[24383]} ، { وتبغونها عوجا } ، أي : تبغون للسبيل العِوج{[24384]} ، أي : تزيغون من أتى إليها عن الحق{[24385]} .

وقال السدي : هم العاشرون{[24386]} .

قوله : { واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم }[ 86 ] . أي : كان عددكم قليلا فكثركم{[24387]} .

وقيل المعنى : ( كنتم{[24388]} ) فقراء فأغناكم{[24389]} .

{ وانظروا{[24390]} كيف كان عاقبة المفسدين }[ 86 ] .

الذين أهلكوا من قبلكم{[24391]} ، بعضهم أُهلك : بالصيحة ، وبعضهم : بالحجارة ، وبعضهم : بالغرق{[24392]} .


[24371]:قال أبو حيان في البحر المحيط 4/341: "والباء" في: {بكل صراط}. ظرفية، نحو: "زيد بالبصرة". أي: في كل صراط، وفي البصرة". انظر معاني الأخفش 1/333، وجامع البيان 12/558، وإعراب القرآن للنحاس 2/138، والدر المصون 3/300، وحاشية الجمل على الجلالين 3/71.
[24372]:وهو تفسير ابن عباس ومجاهد. انظر: جامع البيان 12/557، وتفسير مجاهد 339، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1521.
[24373]:في ج: تهددون. والتهدد والتهديد والتهداد: من الوعيد والتخويف. اللسان /هدد. وتهدده: مبالغة في هدده. المعجم الوسيط /هد.
[24374]:في ج: عن سبيل الله من آمن به.
[24375]:ما بين الهلالين ساقط من "ج" و"ر". وفي جامع البيان 12/559: "....:وتردون عن طريق الله، وهو الرد عن الإيمان بالله والعمل بطاعته". قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه 2/354: "يقال وعدته خيرا، ووعدته شرا، فإذا لم تذكر واحدا منهما، قلت في الخير: وعدته، وفي الشر: أوعدته". انظر: البحر المحيط 4/341.
[24376]:في ر: في كل. وفي الأصل: احتراق.
[24377]:في ج: بكل صراط.
[24378]:انظر: جامع البيان 12/556.
[24379]:في "ر": شعيب صم صلى الله عليه وسلم.
[24380]:في الأصل: ويخفوني، وهو تحريف.
[24381]:في ج: هذا كذاب. وفي ر: أفسدته الرطوبة. وفي جامع البيان الذي نقل عن مكي: "إنه كذاب!".
[24382]:انظر: جامع البيان 12/556.
[24383]:انظر: جامع البيان 12/559، وتفسير الماوردي 2/238، وتفسير القرطبي 7/159.
[24384]:قال الزجاج: معاني القرآن وإعرابه: "يقال في الدين وفيما يعلم إذا كان على غير استواء "عِوَج" بكسر العين، وفي الحائط والعود "عوج" بفتح العين".
[24385]:انظر: جامع البيان 12/559، والدر المنثور 3/502. قال الفخر الرازي في تفسيره 7/183: "وإذا تأملت أن أحدا لا يمكنه منع غيره من قبول مذهب أو مقالة إلا بأحد هذه الطرق الثلاثة". وهو تدبر دقيق فتأمله!.
[24386]:في "ج" و"ر"، وجامع البيان 12/557: "العشَّارون". وعزي إلى ابن عباس في تفسير ابن أبي حاتم 5/1520. وإلى مجاهد في الدر المنثور 4/502. قال ابن عطية، المحرر الوجيز 2/426: "وقوله: {ولا تقعدوا بكل صراط}، الآية. قال السدي: هذا نهي عن العشَّارين والمُتقلبين، ونحوه من أخذ أموال الناس بالباطل". والأثر ورد في تفسير القرطبي 7/159، وعقبه نقد لاذع للمكاسين الذين يأخذون ما لا يلزمهم شرعا من الوظائف المالية بالقهر والجبر. والبحر المحيط 4/430، وتفسير ابن كثير 2/231. وفي الصحاح/عشر: "عشرت القوم أعشرهم، بالضم، عُشرا، مضمومة: إذا أخذت منهم عُشْرَ أموالهم. ومنه: العاشر والعشار".
[24387]:انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/355، فهذا تفسيره. وتفسير الماوردي 2/239، وزاد المسير 3/230، وتفسير القرطبي 7/159، وتفسير الخازن 2/111، والبحر المحيط 4/342.
[24388]:ما بين الهلالين ساقط من ج.
[24389]:هو قول الزجاج في معاني القرآن 2/355.
[24390]:في الأصل، و"ر": فانظروا، وهو تحريف.
[24391]:في الأصل: و"ر": من قبلهم، وأثبت ما في ج.
[24392]:انظر: جامع البيان 12/560، بتصرف.