ثم قال تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ، ارم ذات العماد )
من صرف عادا {[75400]} جعله للحي أو لأب . وقد قرأ الضحاك بغير صرف ، جعله اسما للقبيلة {[75401]} . وقرأ الحسن : " بعاد إرم " بإضافة " عاد " إلى " إرم " ولم يصرف ( إرم ) جعل " إرم " اسم مدينة فلم يصرفها {[75402]} . قال {[75403]} محمد بن كعب القرظي {[75404]} إرم : " الإسكندرية " {[75405]} .
قال {[75406]} [ المقبري ] {[75407]} إرم : دمشق ، رواه ابن وهب {[75408]} .
وقوله : ( واذكر أخا عاد إذا انذر قومه بالاحقاف ) {[75409]} ، يدل على {[75410]} خلاف هذين القولين ، لأن الأحقاف جمع {[75411]} : حقف ، والحقف ما التوى {[75412]} من الرمل {[75413]} وليس كذلك دمشق ولا الإسكندرية ، وإنما جاء هذا التأويل على أن يكون [ عاد ] {[75414]} [ ها هنا ] {[75415]} غير عاد أصحاب الأحقاف {[75416]} .
وقال مجاهد : إرم : " أمة " {[75417]} . وعنه {[75418]} أيضا أن إرم معناه {[75419]} : " القديمة " {[75420]} .
وقال قتادة : كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد ، مملكة عاد {[75421]} . وهذا قول يصح معه ترك صرف " إرم " {[75422]} .
وقال ابن إسحاق : إرم جد عاد ، وإرم هو إرم بن عوص بن سام بن نوح {[75423]} . ويلزم على هذا أن يصرف لأنه مذكر .
وعن ابن عباس أن معناه : بعاد الهالك {[75424]} ، ويلزم صرفه على هذا ، لأنه وصف وقال بعض أهل النسب : إرم هو سام بن نوح {[75425]} ، ويلزم {[75426]} صرفه أيضا لأنه مذكر {[75427]} .
وقيل : ( ارم ذات العماد ) كانت مدينة عظيمة موجودة في ذلك الوقت {[75428]} .
وقوله : ( ذات العماد ) نعت " لعاد " إن جعلته ( اسما ) {[75429]} للقبيلة أو لإرم فمعناه {[75430]} : ذات الطول لأن العرب تقول للرجل الطويل : معمد ، وكانت قبيلة عاد طوال {[75431]} الأجسام .
[ قال ] {[75432]} ابن عباس : " كان طولهم مثل العماد " {[75433]} .
[ وقال ] {[75434]} مجاهد : ط كان لهم جسم في السماء " {[75435]}
وقيل : إنما قيل : ( ذات العماد ) ، لأنهم كانوا أهل عمد ينتجعون الغيوث {[75436]} وينتقلون ( إلى ) {[75437]} الكلا حيث كان ويرجعون إلى منازلهم . هذا معنى قول مجاهد {[75438]} .
وقال ابن زيد : ( ذات العماد ) ، قيل {[75439]} لهم ذلك لبناء بناه بعضهم فشيد عمده {[75440]} ورفع بناءه ، حين كانوا في الأحقاف ، وهو قوله : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) الآية {[75441]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.