الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ} (3)

ثم قال تعالى : ( والشفع والوتر ) .

قال ابن عباس : " الشفع : يوم النحر " {[75348]} والوتر : يوم عرفة " {[75349]} وقاله عكرمة {[75350]} .

/خ3

وعن {[75351]} ابن عباس أيضا : أن الشفع الخلق كلهم ، والوتر الله ، هو وتر واحد وخلقه شفع {[75352]} . وقيل الشفع صلاة الغداة والوتر صلاة المغرب .

وهو قول مجاهد {[75353]} ومسروق {[75354]} .

وعن مجاهد [ أيضا ] {[75355]} أن الشفع والوتر : الخلق كلهم {[75356]} منهم [ شفع ] {[75357]} [ و ] {[75358]} منهم ) {[75359]} وتر {[75360]} وهو قول الحسن {[75361]} .

وقال ابن زيد : كان أبي يقول : كل {[75362]} شيء خلا الله عز وجل شفع ووتر ، فأقسم – جل ذكره- بما خلق مما تبصرون وما {[75363]} لا تبصرون .

وقال قتادة عن عمران بن الحصين {[75364]} أنه كان يقول : الشفع والوتر : الصلاة منها شفع كالظهر والعصر {[75365]} ، ومنها وتر كالمغرب {[75366]} .

وقال {[75367]} : الربيع بن أنس : الشفع والوتر : صلاة {[75368]} المغرب ، فالشفع منها الركعتان الأوليان والوتر الركعة الثالثة {[75369]} .

وروى عمران بن الحصين {[75370]} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( والشفع والوتر ) " هي الصلاة : منها شفع ومنها وتر {[75371]} .

وروى قتادة أن الحسن كان يقول : الشفع والوتر هو العدد ، [ منه ] {[75372]} شفع ومنه وتر {[75373]} [ قيل : الشفع آدم عليه السلام وحواء ، والوتر : الله عز وجل ، وتر كل شيء ] {[75374]} والفتح والكسر في الوتر لغتان {[75375]} : الفتح لغة أهل الحجاز ، والكسر لغة بني تميم {[75376]} .

وقال الفراء : والكسر لغة {[75377]} قيس وأسد {[75378]} أيضاً {[75379]} . فأما الوتر الذي هو الترة ، ففيه أيضا لغتان : الفتح والكسر {[75380]} ، أهل الحجاز يفتحون ، وغيرهم يكسره {[75381]} .


[75348]:أ: الذبح.
[75349]:جامع البيان 30/169 وأخرجه عن الضحاك أيضاً. وانظر: زاد المسير 9/104 وتفسير ابن كثير 4/540.
[75350]:انظر: المصادر السابقة.
[75351]:ث: وقال.
[75352]:انظر: جامع البيان 30/171 وأخرجه أيضاً عن مجاهد وأبي صالح وانظر: زاد المسير 9/106.
[75353]:انظر: المحرر 16/193 وحكاه ابن عباس أيضاً. "وحكاه عطية" في زاد المسير 9/106. وانظر: تفسير ابن كثير 4/540.
[75354]:لم أقف على قوله.
[75355]:زيادة من أ، ث.
[75356]:أ: كله.
[75357]:كأنها كتبت في م شفيع ثم أصحلت إلى: شفنيع.
[75358]:ساقط من م.
[75359]:ساقط من أ.
[75360]:انظر: جامع البيان 30/170 وتفسير مجاهد: 726 وزاد المسير 9/106.
[75361]:انظر: المعالم 7/240.
[75362]:أ: لكل.
[75363]:أ: ومما.
[75364]:أ: عمر بن الحسين. والذي في المتن هو أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي، صحابي جليل، أسلم قديماً وكان عالماً، (ت: 52هـ). انظر صفة الصفوة 1/681 والأعلام 5/70.
[75365]:أ: كالصبح والظهر والعصر.
[75366]:انظر: جامع البيان 30/171 وأخرجه عن قتادة أيضاً.
[75367]:ث: وقيل.
[75368]:أ: كلاهما صلاة. وهو مكمل للمعنى.
[75369]:انظر: جامع البيان 30/171، وزاد المسير 9/106 وحكاه أيضاً عن أبي العالية.
[75370]:أ: حصين.
[75371]:أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/30 والطبري في جامع البيان 30/172 وانظر: ابن كثير 4/540-541 حيث تكلم في سند هذا الحديث ثم قال: "وعندي أن وقفه على عمران بن حصين أشبه والله أعلم".
[75372]:م: منها.
[75373]:انظر: جامع البيان 30/171 وزاد المسير 9/106 وتفسير ابن كثير 4/540.
[75374]:ساقط من ث، م. وهذا القول رواه مجاهد عن ابن عباس في زاد المسير 9/106.
[75375]:ث: لغتان في الوتر.
[75376]:انظر: الكشف 2/372 والمحرر 16/293-294. وتفسير القرطبي 20/41 وفي جامع البيان: 30/172 "هما قراءتان مستفيضتان معروفتان في قراءة الأمصار ولغتان مشهورتان في العرب". وقد قرأ بالفتح ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر. وبالكسر حمزة والكسائي في السبعة وانظر: المبسوط 470 حيث ذكر الكسر أيضاً عن خلف، وانظر: المحرر 16/293-294 وتفسير القرطبي 20/41 والبحر 8/467.
[75377]:أ: والكسر أيضاً لغة.
[75378]:أ: أسد وقيس.
[75379]:لم أجده في معانيه 3/259-260 وإنما حكى فيه أن الفتح لغة حجازية.
[75380]:يقال: "الوَتر والوِتر، والترة والوتيرة: الظلم في الذحل". والذحل: الثأر "والجمع": أذحال وذحول "اللسان" (ذحل).
[75381]:أ: يكسرونه، وانظر: اللسان: (وتر) . وذكر الكسر عن تميم وأهل نجد. ولم ير فيه ابن خالويه وابن عطية إلا الكسر، انظر: الحجة: 370 والمحرر 16/294.