الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ} (5)

ثم قال تعالى : ( هل في ذلك قسم لذي حجر ) أي : في هذا القسم لكفاية الذي عقل {[75389]} ، عظم الله تعالى جل ذكره هذه الأزمنة التي أقسم بها ، وهي عشر {[75390]} ذي الحجة ويوم عرفة ويوم النحر وليلة المزدلفة . وأعيد ذكر [ يوم ] {[75391]} عرفة وقد دخل في العشر لشرفه وقيل : أعيد لأنه أقسم أولا بالليالي وأعيد اليوم لأنه لم يدخل في الليالي {[75392]} .

قال ابن عباس : ( لذي حجر ) : لصاحب نهى وعقل {[75393]} .

وقال الحسن : " لذي حلم " {[75394]}

قال قتادة : " لذي عقل ولب " {[75395]} وجوب القسم : ( هل في ذلك قسم ) .

[ وقال مقاتل : " هل " ها هنا في موضع " إن " ، وتقدير الكلام : " إن في ذلك قسما {[75396]} .

ذكره الماوردي {[75397]} فعلى هذا التأويل ، تكون " هل " جواب القسم . والله أعلم ] {[75398]} . وقيل الجواب : إن ربك لبالمرصاد {[75399]} . وهو الصواب إن شاء الله ، لأن " هل " ليست من أجوبة القسم .


[75389]:في جامع البيان 30/173: "مكتفى لمن عقل عن ربه".
[75390]:أ: عشرة.
[75391]:ساقط من م، ث.
[75392]:لم أقف على هذا القول.
[75393]:انظر: جامع البيان 30/174 والدر 8/505.
[75394]:جامع البيان 30/177.
[75395]:انظر: المصدر السابق.
[75396]:أ: قسم. والتصحيح من تفسير الماوردي.
[75397]:انظر: تفسير الماوردي 4/450.
[75398]:ما بين معقوفتين [وقال مقاتل-والله أعلم] ساقط من أ، م.
[75399]:هو قول ابن خالويه في إعراب: 79 وانظر: إعراب ابن الأنباري 2/511.