الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ} (7)

ثم قال تعالى : ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ، ارم ذات العماد )

من صرف عادا {[75400]} جعله للحي أو لأب . وقد قرأ الضحاك بغير صرف ، جعله اسما للقبيلة {[75401]} . وقرأ الحسن : " بعاد إرم " بإضافة " عاد " إلى " إرم " ولم يصرف ( إرم ) جعل " إرم " اسم مدينة فلم يصرفها {[75402]} . قال {[75403]} محمد بن كعب القرظي {[75404]} إرم : " الإسكندرية " {[75405]} .

قال {[75406]} [ المقبري ] {[75407]} إرم : دمشق ، رواه ابن وهب {[75408]} .

وقوله : ( واذكر أخا عاد إذا انذر قومه بالاحقاف ) {[75409]} ، يدل على {[75410]} خلاف هذين القولين ، لأن الأحقاف جمع {[75411]} : حقف ، والحقف ما التوى {[75412]} من الرمل {[75413]} وليس كذلك دمشق ولا الإسكندرية ، وإنما جاء هذا التأويل على أن يكون [ عاد ] {[75414]} [ ها هنا ] {[75415]} غير عاد أصحاب الأحقاف {[75416]} .

وقال مجاهد : إرم : " أمة " {[75417]} . وعنه {[75418]} أيضا أن إرم معناه {[75419]} : " القديمة " {[75420]} .

وقال قتادة : كنا نحدث أن إرم قبيلة من عاد ، مملكة عاد {[75421]} . وهذا قول يصح معه ترك صرف " إرم " {[75422]} .

وقال ابن إسحاق : إرم جد عاد ، وإرم هو إرم بن عوص بن سام بن نوح {[75423]} . ويلزم على هذا أن يصرف لأنه مذكر .

وعن ابن عباس أن معناه : بعاد الهالك {[75424]} ، ويلزم صرفه على هذا ، لأنه وصف وقال بعض أهل النسب : إرم هو سام بن نوح {[75425]} ، ويلزم {[75426]} صرفه أيضا لأنه مذكر {[75427]} .

وقيل : ( ارم ذات العماد ) كانت مدينة عظيمة موجودة في ذلك الوقت {[75428]} .

وقوله : ( ذات العماد ) نعت " لعاد " إن جعلته ( اسما ) {[75429]} للقبيلة أو لإرم فمعناه {[75430]} : ذات الطول لأن العرب تقول للرجل الطويل : معمد ، وكانت قبيلة عاد طوال {[75431]} الأجسام .

[ قال ] {[75432]} ابن عباس : " كان طولهم مثل العماد " {[75433]} .

[ وقال ] {[75434]} مجاهد : ط كان لهم جسم في السماء " {[75435]}

وقيل : إنما قيل : ( ذات العماد ) ، لأنهم كانوا أهل عمد ينتجعون الغيوث {[75436]} وينتقلون ( إلى ) {[75437]} الكلا حيث كان ويرجعون إلى منازلهم . هذا معنى قول مجاهد {[75438]} .

وقال ابن زيد : ( ذات العماد ) ، قيل {[75439]} لهم ذلك لبناء بناه بعضهم فشيد عمده {[75440]} ورفع بناءه ، حين كانوا في الأحقاف ، وهو قوله : ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) الآية {[75441]} .

/خ14


[75400]:أ: عاد. وقد صرفه الجمهور. انظر: تفسير القرطبي 20/44 والبحر 8/469.
[75401]:انظر: البحر 8/469.
[75402]:انظر: المصدر السابق.
[75403]:أ: وقال.
[75404]:ث: القرطبي (تحريف).
[75405]:جامع البيان 30/175 والدر 8/506.
[75406]:أ: وقال.
[75407]:ث: المقبوي. م: المبرد (تحريف). والذي في المتن هو عبد الله ابن سعيد المقبري المدني أبو سعيد، تابعي ثقة كثير الحديث، كان منزله بالقرب من المقابر فاشتهر بالمقبري. أو لأنه ولي النظر في حفر القبور. (ت: 100 هـ). انظر: تهذيب التهذيب 8/453 والأعلام 5/237.
[75408]:انظر: جامع البيان 30/175 وليس فيه ذكر ابن وهب وإنما أخرجه من رواية ابن أبي ذئب عن المقبري، انظر: المحرر 16/295 وحكاه أيضاً عن سعيد بن المسيب وضعفه، وهو أيضاً قول خالد الربعي وعكرمة في زاد المسير 9/109-110 والدر 8/506.
[75409]:الأحقاف: 20.
[75410]:أ: على أن.
[75411]:أ: صح.
[75412]:أ: ارتقى.
[75413]:في اللسان (حقف): "الحِقْف من الرمل: المعوّج" وفي المفردات للراغب: 125 "الحِقْفُ أي الرمل المائل".
[75414]:م: عادا.
[75415]:م. ث: هنا.
[75416]:انظر: ضعف القولين السابقين في المحرر 16/295 وتفسير ابن كثير 4/542-543 وذكر فيه نماذج من قصص في شأن مدينة عجيبة رواها الثعلبي وابن أبي حاتم وغيرهما لا يصح سندها ولا متنها قال: "وهذا ما يقطع بعدم صحته".
[75417]:جامع البيان 30/172 وزاد المسير 9/110 والدر 8/505.
[75418]:ا، ث: وعن مجاهد.
[75419]:أ: معناها.
[75420]:انظر: جامع البيان 30/175 وتفسير مجاهد: 727 والدر 8/505.
[75421]:انظر: جامع البيان 30/175 وفيه: "قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد".
[75422]:انظر: معاني الزجاج 5/322 وزاد المسير 9/110-111.
[75423]:انظر: تفسير ابن كثير 4/541.
[75424]:انظر: جامع البيان 30/176.
[75425]:هو قول الكلبي في معاني الفراء 3/260.
[75426]:ث: ويلزمه.
[75427]:انظر: هذا التوجيه في المصدر السابق.
[75428]:انظر: قصة هذه المدينة في تفسير ابن كثير 4/542-543، وقد قطع ابن كثير بعدم صحة ذلك، سنداً ومتناً.
[75429]:ساقط من أ.
[75430]:أ: ومعناه.
[75431]:ث: طول.
[75432]:م: وقال.
[75433]:جامع البيان 30/176.
[75434]:م، ث: قال.
[75435]:انظر: المصدر السابق.
[75436]:أ: الغيث.
[75437]:ساقط من ث.
[75438]:انظر: جامع البيان 30/177 وفي تفسير مجاهد: 727: "كانوا أهل عمود، لا يقيمون" وهو أيضاً معنى قول قتادة والكلبي في تفسير ابن كثير 4/542.
[75439]:أ: إنما قيل.
[75440]:أ: عنده.
[75441]:الشعراء: 128 وانظر: جامع البيان 30/177.