الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (71)

قوله : { والمومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض } ، إلى قوله : { الفوز العظيم }[ 71 ، 72 ] .

المعنى : { والمومنون والمومنات } ، أي المصدقون بالله ، عز وجل ورسوله عليه السلام{[29247]} { ( يامرون ){[29248]} بالمعروف }[ 71 ] ، أي : يأمرون الناس بالإيمان بالله عز وجل ، ورسوله عليه السلام{[29249]} .

وينهونهم عن الكفر ، والمنافقون [ هم ]{[29250]} بضد ذلك ، ينهون عن الإيمان ، ويامرون بالمنكر ، وهو الكفر بالله ، عز وجل ، وبرسوله عليه السلام{[29251]} .

قال أبو العالية : كل ما ذكر الله عز وجل ، في القرآن من " الأمر بالمعروف " هو دعاء لمن أشرك إلى الإسلام ، وما ذكره من " النهي عن المنكر " فهو النهي عن عبادة الأوثان والشياطين{[29252]} .

{ ويقيمون الصلاة }[ 71 ] .

يعني : الصلوات الخمس{[29253]} ، في أوقاتها وبحدودها .

{ ويوتون الزكاة }[ 71 ] .

يعني : المفروضة{[29254]} في وقتها .

{ ويطيعون الله ورسوله }[ 71 ] .

يعني فيما أمرهم به ، ونهاهم عنه .

{ أولئك سيرحمهم{[29255]} [ الله ] }[ 71 ] .

أي : يتعطف عليهم ، فينجيهم من عذابه ، ويدخلهم جناته .


[29247]:في "ر": صلى الله عليه وسلم.
[29248]:ما بين الهلالين ساقط من "ر".
[29249]:في "ر": صلى الله عليه وسلم.
[29250]:زيادة من "ر".
[29251]:في "ر": صلى الله عليه وسلم.
[29252]:جامع البيان 14/348.
[29253]:هو تفسير ابن عباس في جامع البيان 14/348.
[29254]:جامع البيان 14/347، وينظر: المحرر الوجيز 3/58.
[29255]:قال أبو حيان في البحر 5/71، "....وليس مدلول السين توكيد ما دخلت عليه، إنما تدل على تخليص المضارع للاستقبال فقط. ولما كانت "الرحمة" هنا عبارة عما يترتب على تلك الأعمال الصالحة من الثواب والعقاب في الآخرة، أتى بالسين التي تدل على استقبال الفعل". انظر: الكشاف 2/375، وقول أبي حيان رد على ما في نصه من دفينة خفية من الاعتزال، والمحرر الوجيز 3/58.