الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الزلزلة( {[1]} ) مكية( {[2]} )

قوله تعالى : { إذا زلزلت الأرض زلزالها } إلى آخرها .

العامل في " إذا " قوله ( زلزلت ) ، وهي للشرط( {[77005]} ) ، فلذلك عمل فيها ما بعدها . ولو لم تكن للشرط لكانت مضافة إلى الجملة التي بعدها ، فلا يجوز حينئذ أن يعمل فيها ما أضيفت إليه ، إذا لا يعمل المضاف في المضاف إليه( {[77006]} ) ، كما ( لا )( {[77007]} ) يعمل بعض الشيء في بعضه ، وحسن كونها للجزاء( {[77008]} ) ، لأن بعضدها فعلا( {[77009]} ) غير معرب ، فصار الجزاء في المعنى دون العمل في اللفظ( {[77010]} ) .

وقوله : { زلزالها } مصدر ، ( كما )( {[77011]} ) تقول : " أكرمتك كرامتك " ( {[77012]} ) ، / وأضيف [ المصدر ]( {[77013]} ) إلى ضمير الأرض لتتفق رؤوس الآي( {[77014]} ) .

والكسائي والفراء يذهبان( {[77015]} ) إلى أن الزلزال بالكسر ، والزلزال بالفتح اسم( {[77016]} ) . وقد قرأ الجحدري( {[77017]} ) { زلزالها } بالفتح( {[77018]} ) ، كذلك : { وزلزلوا زلزالا شديدا }( {[77019]} ) .

والمعنى : إذا زلزلت الأرض ، أي : حركت ورجت لقيام الساعة( {[77020]} ) .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[77005]:أ: الشرط، ث: المشرط.
[77006]:ث: إذا لا يعمل المضافة إليه.
[77007]:ساقط من أ.
[77008]:أ: والجزاء.
[77009]:أ: فعل.
[77010]:انظر: إعراب النحاس 5/275 وإعراب مكني: 234.
[77011]:ساقط من أ.
[77012]:أ: إكراما.
[77013]:م، ث: المضمر.
[77014]:انظر: معاني الفراء 3/273 وجامع البيان 30/265 وإعراب مكي 2/834.
[77015]:ث: يذهب.
[77016]:انظر: معاني الفراء 3/283 وإعراب النحاس 5/275.
[77017]:هو عاصم بن أبي صباح الجحدري البصري أبو المجشر: أخذ القراءة عرضا عن سليمان بن قتة عن ابن عباس وقرأ عرضا أبو المنذر سلام. ت: 128هـ. انظر: الغاية لابن الجزري: 1/349.
[77018]:انظر: إعراب النحاس 5/275 وتفسير القرطبي 20/147 وعزاها أيضا إلى عيسى بن عمر، وفيه أن قراءة العامة بالكسر، وانظر: البحر 8/500.
[77019]:الأحزاب: 11.
[77020]:في متن "أ": ليوم الساعة يعني ليوم القيامة. وفي الهامش: لقيام.