الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱلۡعَٰدِيَٰتِ ضَبۡحٗا} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة والعاديات( {[1]} ) مكية

في رواية مجاهد عن ابن عباس( {[2]} ) وعنه أنها مدنية( {[3]} ) .

قوله تعالى : { والعاديات ضبحا } إلى آخر السورة .

قال ابن عباس ومجاهد : هي الخيل تعدو( {[77121]} ) وهي [ تحمعهم ]( {[77122]} ) .

وقال علب بن أبي طالب عليه السلام : هي الإبل تغدو( {[77123]} ) من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة على منى( {[77124]} ) .

وقال محمد بن كعب القرظي : " العاديات ضبحا " : الدفع من غرفة ، { فالماوريت قدحا } إلى المزدلفة ، { فالمغيرت صبحا } تغير حين تصبح ، { تغير حين تصبح ، فأثرن به ، نفعا فوسطن به جمعا } هي يوم منى( {[77125]} ) .

[ وممن ]( {[77126]} ) قال هي الإبل أيضا : ابن مسعود وإبراهيم وعبيد بن [ عمير ]( {[77127]} ) .

وقال عكرمة : " والعاديات ضبحا " الفرس يصبح إذا جرى( {[77128]} ) .

قال عطاء الخرساني( {[77129]} ) : " ليس شيء من الدواب يضبح( {[77130]} ) غير الكلب والفر( {[77131]} ) .

وقال( {[77132]} ) قتادة ومجاهد : هي الخيل تضبح( {[77133]} ) . وهو قول سالم( {[77134]} ) والضحاك( {[77135]} ) . وهو اختيار الطبرين قال : " لأن الإبل ( لا )( {[77136]} ) تضبح ، إنما تضبح الخيل( {[77137]} ) .

وقال أبو صالح : الضبح من الخيل [ الحمحمة ]( {[77138]} ) ، ومن الإبل التنفس( {[77139]} ) .

قال( {[77140]} ) قتادة : [ تضبح ]( {[77141]} ) إذا عدت( {[77142]} ) ، أي [ تحمحم ]( {[77143]} ) .

قال الفراء : الضبح صوت أنفاس الخيل إذا عدت( {[77144]} ) .

وروي أن النبي yأرسل سرية إلى بني كنانة ، فأبطأ عليه خبرها ، فنزلت : { والعاديات ضبحا } بخبرها( {[77145]} ) .

فهذا يدل على ( أن )( {[77146]} ) السورة مدنية .

وقيل : إن من قال هي الإبل ، جعل [ الحاء بدلا ]( {[77147]} ) من عين ، والأصل éضبعا " يقال ضبعت الإبل( {[77148]} ) .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[3]:أ: إذ.
[77121]:أ: تغدوا.
[77122]:م: تخمخم، ث: يحمحم. وانظر: قول ابن عباس ومجاهد في جامع البيان 30/271، وقول مجاهد أيضا في تفسيره ص: 743.
[77123]:ث: تعدو.
[77124]:انظر: جامع البيان 30/272-273 وتفسير ابن كثير 4/579.
[77125]:انظر: الدر 7/603.
[77126]:م، ث: ومن.
[77127]:م، ث: عمر. أ: عبيد. وانظر: أقوال من ذكر من المفسرين في جامع البيان 30/272-273.
[77128]:انظر المصدر السابق.
[77129]:هو أبو أيوب عطاء بن أبي مسلم الخرساني البلغي، من كبار التابعين روى عن معاذ بن جبل وأنس، وروى عنه شعبة ومالك، وكان ثقة متعبدا. (ت: 135هـ). انظر: صفة الصفوة 4/150 وتهذيب الأسماء 1/334 وطبقات الحفاظ: 60.
[77130]:ث: ضبح.
[77131]:جامع البيان 30/271.
[77132]:ث: قال.
[77133]:انظر: جامع البيان 30/272.
[77134]:ث: سالب. وسالم هو أبو عمر سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب المدني الفقيه، التابعي الزاهد سمع أباه وأبا هريرة، روى عنه عمروا بن دينار وحميد الطويل (ت: 106هـ) انظر: صفة الصفوة 2/90 وتهذيب السماء 1/207 وطبقات الحفاظ: 33.
[77135]:انظر: قول سالم والضحاك في جامع البيان 30/272.
[77136]:ساقط من أ.
[77137]:المصدر السابق 30/273.
[77138]:م: الجمجمة.
[77139]:الذي في جامع البيان 30/293 أنه قول علي في رواية أبي صالح وفيه: "النفس" بدل التنفس.
[77140]:أ: وقال.
[77141]:م: يضبح.
[77142]:أ: غدت.
[77143]:م: تجمجم، انظر: جامع البيان 30/272 وتفسير القرطبي 20/153 والدر 8/602.
[77144]:انظر: زاد المسير 9/208 وتفسير القرطبي 20/153 وأما في معاني الفراء 3/284 فإنه ذكر هذا المعنى بسنده عن ابن عباس. ولم أجده فيه من قوله.
[77145]:الحديث ذكره ابن الجوزي في زاد المسير 9/207 بمعناه من رواية مقاتل وهو خبر منقطع. وذكره القرطبي في تفسيره: 20/155 من غير ذكر واوية. وقد أخرجه الواحدي في أسباب النزول: 305 عن ابن عباس وليس فيه ذكر بني كنانة. وكذلك أخرجه البزار فيما نقله ابن كثير في تفسيره: 4/579. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 6/142 "فيه حفص بن جميع وهو ضعيف. وانظر: الدار 8/599 ولباب النقول: 234.
[77146]:ساقط من ث.
[77147]:م: الحائر لا.
[77148]:حكاه ابن قتيبة في الغريب: 535 وهو قول أبي عبيدة. في تفسير القرطبي 20/155 وحكاه صاحب اللسان: (ضبح) عن "بعض أهل اللغة" قال: "يقال: ضبحت الناقة فيسيرها وضبعت إذا مدت ضبعها في السير" وفي مادة (ضبع) قال "الشبع: وسط العضد بلحمه يكون للإنسان وغيره، والجمع: أضباع. قال: الإبل تضبع إذا مدت أضباعها في سيرها".