تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَوۡمَ يَأۡتِ لَا تَكَلَّمُ نَفۡسٌ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ فَمِنۡهُمۡ شَقِيّٞ وَسَعِيدٞ} (105)

وقوله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ) أي لا تكلم نفس بالشفاعة لأحد إلا بإذنه كقوله : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )[ الأنبياء : 28 ] لا تكلم نفس لأهوال ذلك اليوم ولفزعه كقوله : ( مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء )[ إبراهيم : 43 ] وكقوله[ الواو ساقطة من الأصل وم ] : ( لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا )[ عم : 38 ] ، أو ( لا تكلم نفس ) من الأجلة والعظماء لأحد من دونهم بالشفاعة ( إلا بإذنه ) وهو ما ذكرنا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( فمنهم شقي وسعيد ) فمنهم شقي بأعماله[ في الأصل وم : بأعمال ] الخبيثة التي إذا اختارها ، وعملها ، أدخله النار ، ومنهم سعيد بما أكرم من الطاعة والخيرات التي إذا اختارها ، وعملها ، أخلته الجنة . وكل عمل يعمل ، فيدخله الجنة ، فهو سعيد . وكل عمل يعمل ، فيدخله النار ، فهو شقي به .

روي في ذلك خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «روي عن عمر رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية : ( فمنهم شقي وسعيد ) [ أنه قال ][ ساقطة من الأصل وم ] : سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله فعلام[ في الأصل وم : فعلى من ] نعمل ؟ على شيء قد فرغ منه أو شيء لم يفرغ مه ؟ قال : بل على شيء قد فرغ منه ، وجرت به الأقلام يا عمر ، ولكن كل ميسر لما خلق له »[ مسلم2649 ] فإن ثبت فهو يدل لما ذكرنا ، والله أعلم .