تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ} (38)

وقوله تعالى : ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ ) الملأ هم الأشراف والرؤساء من قومه ( سخروا منه ) هم الذين سخروا منه .

قال بعضهم : سخريتهم منه أن قالوا : صار نجارا بعد ما ادعى لنفسه الرسالة . وقال بعضهم : سخريتهم منه لما رأوه يتخذ الفلك ، ولم يكن هنالك بحر ، ولا واد ، ولا مياه جارية ، إنما هي آبار لهم ، فقالوا : يتخذ[ في الأصل وم : يتخذوا ] السفينة ليسيرها في البراري والمغاور ، ونحوه من الكلام . وقال : ( إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ ) .

وقال [ بعضهم ][ ساقطة من الأصل وم ] : سخريته منهم أنه إذا ركبوا الفلك ، ورأوهم يغرقون ، قالوا : كنتم على حق وعلى هدى ، ونحوه من الكلام .

لكن هذا لا يعلم ، ولا حاجة لنا إلى معرفة سخريتهم أي كيف كانت ؟ سوى أن فيه سخرية منه .

ويحتمل قوله : ( فإنا نسخر منكم ) أي نجزيهم جزاء سخريتهم .