تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ} (43)

وقوله تعالى : ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ ) أي سأنضم/240-ب/ ( إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ ) ظن مسكين أن هذا الماء كغيره من المياه التي يسلم منها[ في الأصل وم : إليها ] بالالتجاء إلى الجبال . فأخبره[ في الأصل وم : فأخبر ] عليه السلام أنه ( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) أي من عذاب الله .

سمى عذابه أمر الله لما ذكرنا [ أن ][ ساقطة من الأصل وم ] أمر الله أمر تكوين لأنه هو النهاية في الاحتجاج كقوله : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه )الآية[ النحل : 40 ] وهو كما يسمى البعث لقاء الله لأنه هو النهاية في الاحتجاج على من ينكر البعث . فعلى ذلك سمى عذابه أمر الله ، وهو أمر تكوين لأنه هو النهاية في الاحتجاج على من ينكر العذاب .

وقوله تعالى : ( إلا من رحم ) الله بهدايته إياه ، إلا من سبقت له الرحمة من الله بالهداية له والنجاة .

وقوله تعالى : ( وحال بينهما الموج ) يحتمل قوله : ( بينهما ) بين [ نوح وابنه ][ في الأصل وم : ابنه ونوح ] . ويحتمل بينه وبين السفينة ( فكان من المغرقين ) يحتمل صار من المغرقين . ويحتمل كان في علم الله أنه يغرق .

وهذا يدل على أن قوله في إبليس : إنه ( وكان من الكافرين )[ ص : 74 ] أنه يخرج على وجهين :

أحدهما : أنه كان في علم الله أنه يكفر .

والثاني[ في الأصل وم : أو ] : صار من الكافرين كما ذكر ( فكان من المغرقين ) ولم يكن من المغرقين في الأول .