وقوله تعالى : ( وتولى عنهم ) أي أعرض عنهم ، وعاتبهم ، حين أخبروه أن ابنه سرق ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ) قيل : يا حزنا على يوسف ، وقيل : يا جزعا [ على يوسف ][ ساقطة من الأصل وم ] .
وقال القتبي : الأسف أشد الحسرة ، وأصله أنه النهاية في الحزن إذا بلغ غايته و نهايته ؛ يقال : أسف ، وهو النهاية في الغضب أيضا كقوله : ( فلما آسفونا ) أي أغضبونا ( انتقمنا منهم )[ الزخرف : 55 ] .
وقوله تعالى : ( يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ ) يحتمل أن يكون [ لا ][ من م ، ساقطة من الأصل ] على إظهار القول باللسان ، ولكن إخبار عما في ضميره ، وذلك جائز كقوله : ( إنما نعطيكم لوجه الله )[ الإنسان : 9 ] أخبر عما في قلوبهم لأن قالوا ذلك باللسان . ويحتمل القول به على غير قصد منه .
وقوله تعالى : ( فهو كظيم ) الكظم[ في الأصل وم : الكظيم ] هو كف النفس عن الجزع ، وترديد الحزن في الجوف على غير إظهار في أفعاله[ أدرج قبلها في الأصل وم : غير ] . والجزع هو ما ظهر من أفعاله ، والذي يهيج الغضب ؛ إلا أن الحزن يكون على من فوقه ، والغضب [ على ][ ساقطة من الأصل وم ] من تحت يده ، وسبب هيجانها واحد ، أو أن يكون الكظيم هو الذي يستر ، ويغطي [ في القلب ما ][ في الأصل وم : القلب إذا ] حل به . والهم هو ما يبعث على القصد من [ مباشرة سبب دفعه ، وهو مأخوذ من ][ ساقطة من الأصل وم ] الهم به . والحزن هو ما يؤثر التغيير في الخلقة ، ولا يظهر في الأفعال . والجزع يظهر في الأفعال ، ولا يغير الخلقة عن حالها . لذلك [ عمل الحزن ][ ساقطة من الأصل وم ] في ضعف نفس يعقوب ، وعمل في [ إهلاك بعضه حين ][ في الأصل وم : الهلاك بعضه حيث ] ذهبت عيناه ، وابيضت من الحزن . والكظيم ما ذكرنا ؛ هو الذي يردد الحزن في جوفه ، ولا يظهره[ في الأصل وم : يظهر ] ، ويكفه عن الجزع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.