تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَهُۥ دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَسۡتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيۡءٍ إِلَّا كَبَٰسِطِ كَفَّيۡهِ إِلَى ٱلۡمَآءِ لِيَبۡلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَٰلِغِهِۦۚ وَمَا دُعَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ} (14)

وقوله تعالى : ( له دعوة الحق ) يحتمل وجهين :

[ أحدهما ][ في الأصل وم : يحتمل ] : أي له عبادة الحق ، وليس لمن دونه عبادة الحق ، أي هو المستحق للعبادة ، ليس من [ في الأصل وم : ممن ] يعبد دونه بالذي يستحق العبادة ، وعبادة الحق له ، ليست[ في الأصل وم : ليس ] لمن دونه .

والثاني : ( له دعوة الحق ) أي له إجابة دعوة الحق ، ليس يملك من دونه إجابة من دعا بالحق .

فعلى التأويل الأول الدعوة العامة ، وعلى الثاني الدعوة الإجابة . أي له إجابة دعوة من دعا بالحق ، والله أعلم .

هو يملك إجابة دعوة [ الحق ][ ساقطة من الأصل وم ] . فأما من عبد [ إلها ][ ساقطة من الأصل وم ] دونه ، ودعا دونه فلا[ في الأصل وم : لا ] يملك ذلك .

يدل على ذلك قوله : ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ ) أي والذين[ في الأصل وم : والذي ] يدعون من دونه لا يملكون الإجابة ، أو لا يملكون ما يأملون من عبادتهم الأصنام ، فيكون مثل ما ذكر ( إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ) وجه ضرب مثل من يدعون من دون الله بباسط كفيه إلى الماء هو ، والله أعلم ، ليس من يدعون من دون الله إلا كباسط كفيه إلى الماء ، فيدعو الماء ، فلا[ في الأصل وم : فكما لا ] يجبيه الماء . فعلى ذلك من يدع الأصنام لا تملك[ في الأصل وم : يملكون ] إجابته ، والله أعلم ، أو أن يكون وجه ضرب هذا المثل أن من عبد دون الله ، أو دعا من دونه ، ليس إلا كباسط كفيه إلى الماء ، وهو على بعد من الماء ، فكما لا يصل هو إلى الماء لا يصل من عبد دون الله إلى ما يأمل ، ويطمع ، أو يحتمل من وجه آخر ، وهو أن الماء يغترف إذا قبض الكف ، ولا سبيل إلى الاغتراف إذا بسطت . فعلى ذلك من عبد دون الله .

وقوله تعالى : ( وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ ) أي دعاؤهم وعبادتهم لا يعقب لهم إلا الخسار في الآخرة ، حاصله يضل ذلك كله عنهم ، لا يصلون إلى ما يأملون بالدعاء والعباد كقوله : ( وضل عنهم ما كانوا يفترون )[ الأنعام : 24و . . ] .