وقوله تعالى : ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ) يحتمل سؤالهم الآية نفس الآيات التي أتت بها الرسل من قبل قومهم ، أو سألوا آيات سموها كقوله : ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا [ من الأرض ينبوعا ) وكقوله ][ في الأصل وم : الآية ] ( أو يكون لك بين من زخرف )[ الإسراء : 90-93 ] إلى آخر ما ذكر من الآيات سألوها منه ، أو سألوه آيات تضطرهم ، وتقهرهم على الإيمان كقوله : ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين )[ الشعراء : 4 ] .
وفيه دلالة أنه لو شاء لأنزل عليهم آيات لآمنوا كلهم بها ، واهتدوا [ وأن ][ ساقطة من الأصل وم ] عنده أشياء لو أعطاهم لكان ذلك سبب اهتدائهم وتوحيدهم ، وكذلك لو أعطى أشياء لكان ذلك سبب كفرهم جميعا كقوله : ( ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر لبيوتهم سقفا من فضة ) الآية[ الزخرف : 33 ] لكنه لا ينزل الآية على شهواتهم وأمانيهم ، ولكن ينزل أشياء تكون عند التأمل[ في الأصل وم : التأويل ] والنظر حجة . فمن تأمل فيها ، وتفكر ، اهتدى[ في الأصل وم : لاهتدى ] ، وآمن بالاختيار ، ومن أعرض عنها ، ولم يتفكر ، ضل وزاغ بالاختيار .
ويحتمل[ الواو ساقطة من الأصل ] قوله : ( إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية ) أي إن نشأ إيمانهم واهتداءهم ننزل عليهم آية . وذلك تأويل قوله على إثر سؤالهم الآية : ( قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ) أي ينزل من الآيات ما يهتدي بها المنيب إليها والمقبل ، ويضل[ في الأصل وم : ويضر ] المعرض عنها والصادر بالاختيار ويكون اهتداؤهم باختيارهم وضلالهم باختيارهم لا [ باضطرارهم وقهرهم ][ في م : بالاضطرار والقهر ] . ألا ترى أنه قال : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ) ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.