الآية 1 – قوله تعالى { الر كتاب } { الر } كناية عن حروف مقطعة ، جعلها بالحكمة كتابا { أنزلناه إليك } بعدما لم تكن تدري ، ما الكتاب ؟ وهو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } ( الشورى : 25 ) وقوله جل جلاله : { ولا تخطه بيمينك } ( العنكبوت : 48 ) .
[ وقوله تعالى ]{[9392]} : { لتخرج الناس } وما يضاف الإخراج إلى الله فإنه يكون بإعطاء الأسباب وحقيقة ما تكون به الأفعال ، وهي القدرة . وما يضاف الإخراج إلى الرسل فإنه لا يكون بإعطاء الأسباب لأنه لا يملك أحد سواه إعطاء ما به يكون الفعل .
والثاني : ما أتي به{[9393]} من البيان والحجة على ذلك ، فهو الأسباب التي يملك الرسل إتيانها . وأما ما به حقيقة الفعل فإنه لا يملكه{[9394]} إلا الله .
وقوله تعالى : { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } [ يحتمل وجهين :
أحدهما ]{[9395]} : من الكفر إلى الإيمان ؛ سمى الكفر ظلمات ، وهما{[9396]} واحد ، لأنه يستر جميع منافذ الجوارح من البصر والسمع واللسان ؛ يبصر ما لا يصلح ، ويسمع ما لا يصلح ، وكذلك جميع الجوارح .
والإيمان يرفع ، ويكشف جميع الحجب و الستور ، ويضيء{[9397]} له كل مستور .
والثاني{[9398]} : من الشبهات إلى النور إلى الإيمان والهدى .
وقوله تعالى : { لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } الإخراج{[9399]} المضاف إلى الله هو{[9400]} الهداية ، يخرّج على وجوه أربعة :
أحدها : يأمرهم ، ويدعوهم إلى ما ذكر .
والثالث : يرغب ، ويرهب ، حتى يرغبوا في المرغوب ، ويحذروا المرهوب ){[9401]} .
والرابع : يحقق{[9402]} ما تكون به الهداية ، وذلك لا يكون إلا بالله ، وهو التوفيق والعصمة .
وأما الوجوه الثلاثة الأول فإنها تكون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يأمر ، ويدعوا ، ويرغّب ، ويرهّب ، ويبيّن ، ويكشف ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم } [ يحتمل وجوها :
أحدها : ]{[9403]} كأنه قال : كتاب أنزلناه إليك لتأمر الناس بالخروج مما ذكر إلى ما ذكر .
والثاني : { كتاب أنزلناه إليك لتخرج } به الناس مما ذكر { بإذن ربهم } قيل : بأمر ربهم . وقال قائلون : بعلم ربهم ؛ أي أنزل هذه الحروف المقطعة بعلمه .
والثالث : يحتمل بتوفيق ربهم . والإذن{[9404]} من الله يحتمل أحد الوجوه التي ذكرنا : الأمر ، والعلم ، والتوفيق .
وقوله/ 267 – أ/ تعالى : { إلى صراط العزيز الحميد } هو الله . أي يدعوهم إلى طريق الله الذي من سلكه نجا { العزيز الحميد } سماه{[9405]}عزيزا لأن كل عزيز ، به يعز ، ويقال : عزيز لأنه عزيز بذاته ، ليس بغيره كالخلائق ، أو العزيز ، هو الذي لا يطلب . والحميد ، هو الذي لا يلحقه الذم في فعله كالحكيم الذي لا يلحقه الخطأ في تدبيره .
وقال أهل التأويل : العزيز : المنيع ، والحميد ، هو الذي يقبل اليسير من العباد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.