تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا} (27)

الآية 27 : وقوله تعالى : { فأتت به قومها تحمله } أي بعيسى { قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا } قال أبو بكر الأصم : لقد فريت عظيما من الأمر . لكنه يخرج تأويله : فريت من التقدير ؛ يقال : فري أي قَدَّرَ ، وقال بعضهم : لقد افتريت{[11960]} عظيما ، وهو قذف صريح{[11961]} بالزنى كقوله : { يفترينه بين أيديهن وأرجلهن } ( الممتحنة : 12 ) .

وقال بعضهم : { شيئا فريا } كل قائم ( من ){[11962]} عجب أو من عمد{[11963]} فهو فَرِيٌّ . وهو هاهنا : عجب فَرْيُ . هذا أقرب ، إذ لا يجوز أن يُحمل كلامهم على تصريح القذف . ثم لتعريض القذف مساغ ووجه ، والله أعلم .


[11960]:من م، في الأصل و م: افتريتم.
[11961]:في الأصل و م: تصريح.
[11962]:ساقطة من الأصل و م.
[11963]:في الأصل و م: عمل.