الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَتَتۡ بِهِۦ قَوۡمَهَا تَحۡمِلُهُۥۖ قَالُواْ يَٰمَرۡيَمُ لَقَدۡ جِئۡتِ شَيۡـٔٗا فَرِيّٗا} (27)

قوله تعالى ذكره : { فأتت به قومها تحمله }[ 26 ] .

إلى قوله : { جبارا شقيا }[ 31 ] .

المعنى : أن عيسى عليه السلام لما قال لها ذلك : اطمأنت وسلمت لأمر الله وحملته حتى أتت به قومها .

قال السدي : ( لما ولدته ذهب الشيطان فأخبر بني{[44163]} إسرائيل أن مريم قد ولدت ، فأقبلوا يشتدون ، فدعوها ، فأتت به قومها تحمله ) . قالوا : { يا مريم لقد جئت شيئا فريا } . أي : جئت بأمر عجيب وعظيم لم يسبق مثلك إلى مثله{[44164]} .

روي{[44165]} أنها خرجت من عندهم{[44166]} ضحى ، وجاءت عند الظهر ومعها صبي تحمله فكان الحمل والولادة في ثلاث ساعات من النهار . وكانت مريم قد حاضت قبل ذلك حيضتين لا غير .


[44163]:ع: بنو: خطأ.
[44164]:انظر: جامع البيان 16/76 والدر المنثور 4/265.
[44165]:الأثر لابن عباس في تفسير القرطبي 11/99.
[44166]:ز: عندهما.